الجمعة، مارس 05، 2010

النجمة السداسية أو Hexagram او نجمة اسرائيل ...

نجمة داوود وتسمى أيضا بخاتم سليمان وتسمى بالعبرية ماجين داويد بمعنى "درع داوود" وتعتبر من أهم رموز هوية الشعب اليهودي.غالباً ما تعرف النجمة السداسية بنجمة داوود، ولكن ما علاقة هذا الرمز بداوود ؟ وما معناها الحقيقي ؟ ولماذا وضعت على علم اسرائيل؟

هناك الكثير من الجدل حول قدم هذا الرمز فهناك تيار مقتنع بأن اتخاذ هذا الشعار كرمز لليهود يعود إلى زمن النبي داوود عليه السلام، ولكن هناك بعض الأدلة التاريخية التي تشير إلى أن هذا الرمز أستخدم قبل اليهود كرمز للعلوم الخفية التي كانت تشمل السحر والشعوذة وهناك أدلة أيضا على أن هذا الرمز تم استعماله من قبل الهندوسيين من ضمن الأشكال الهندسية التي استعملوها للتعبير عن الكون الميتافيزيقيا  وكانوا يطلقون على هذه الرموز تسمية ماندالا Mandala وهناك البعض ممن يعتقد إن نجمة داوود أصبحت رمزا للشعب اليهودي في القرون الوسطى، وإن هذا الرمز حديث مقارنة بالشمعدان السباعي الذي يعتبر من أقدم رموز بني إسرائيل في عام 1948 ومع إنشاء دولة إسرائيل تم اختيار نجمة داوود لتكون الشعار الأساسي على العلم الإسرائيلي.

النجمة السداسية عبر التأريخ

هناك إجماع على إن الجذور العميقة لرمز النجمة السداسية تعود إلى قرون من الزمن سبقت بداية تبني هذا الرمز من قبل الشعب اليهودي.

لايمكن تحديد البداية الفعلية لاستعمال هذا الرمز على وجه الدقة ولكن هناك مؤشرات على الاستعمالات التالية في التأريخ لرمز النجمة السداسية:

النجمة السداسية تعتبر من أهم وأقوى الرموز في علوم السحر والشعوذة، وكانت الديانات الوثنية القديمة تقدس الارتباط بين الذكر والانثى، وكانت تربط الجنس ببعض طقوسها الدينية،خاصة طقوس عبادة نمرود وسميراميس، أو عشتار وبعل، أو افروديت فينوس وباخوس. وما زالت هذه الممارسات مستمرة حتى الآن في الديانات الوثنية الحديثة وعبادات الشيطان..

وكان رمز الذكر القديم يمثل بشكل مثلث رأسه للأعلى كرمز للعضو الذكري ، ورمز الانثى كان بشكل مثلث متجه للأسفل.. وباجتماع الرمزين أي باتحاد الذكر والانثى ينتج الهيكساغرام أو النجمة السداسية:

وكانت النجمة السداسية ترمز للآلهة مولوك، و رمفان، وزحل الذي كان يرمز له بالنجمة السداسية، وكان الاله الأكبر عند الكلدانيين.

  • في الديانات المصرية القديمة كانت النجمة السداسية رمزا هيروغليفيا لأرض الأرواح، وحسب المعتقد المصري القديم فإن النجمة السداسية كانت رمزا للإله أمسو الذي وحسب المعتقد كان أول إنسان تحول إلى إله وأصبح اسمه حورس، ويعتقد البعض أن بني إسرائيل استعملوا هذا الرمز مع العجل الذهبي عندما طالت غيبة موسى عليهم في جبل سيناء أثناء تسلم موسى الوصايا العشر، فقام مجموعة من بني إسرائيل بالعودة للرموز الوثنية التي كانت شائعة في مصر آنذاك، وقد تكون منشأ هذه النظرية بخصوص علاقة النجمة السداسية بفكرة أرض الأرواح وحورس منشأها تشابه إلى نوع ما بين اسم حورس بالهيروغليفية والنجمة السداسية
  • أيضاً رمز النجمة السداسية كان مستخدم من قبل المشعوذين المصريين أيام الفراعنة، ولا يزال حتى الآن يستخدم في السحر والعلوم الشيطانية لاستدعاء الجان والأرواح الشريرة.

    وكلمة Hex تعني السحر أو التعويذة أو curse اللعنة.

    ولمحبي ربط الرموز بالأرقام، فإن ال Hexagram يحوي على 6 زوايا، و6 أضلاع، و6 رؤوس أي 666

  • في الممارسة القديمة التي تعتبر أصل علم الكيمياء الحديثة والتي كانت تسمى خيمياء كانت النجمة السداسية رمزا لتجانس متضادين وبالتحديد النار والماء
  • في بعض الديانات الوثنية القديمة كانت النجمة السداسية رمزا للخصوبة والإتحاد الجنسي حيث كان المثلث المتجه نحو الأسفل تمثل الأنثى والمثلث الآخر يمثل الذكر
  • ولا يزال الهيكساغرام حاضراً ضمن مراسم وطقوس الدرودز Druids وليس الدروز وفي طقوس الماسونية ورموز النورانيين والفلكيين وجماعة الويكا.

الفرضيات حول المنشأ

هناك نظريات مختلفة حول بداية استعمال النجمة السداسية كرمز لليهود وفي مايلي بعض من هذه الفرضيات:

  • أهمية الرقم 6 في اليهودية في إشارة إلى الأيام الستة لخلق الكون والأيام الستة التي يسمح بها للعمل والتقاسيم الستة للتعاليم الشفهية في اليهودية
  • استنادا إلى كتاب قبالاه 'Kabbalah الذي يعتبر الكتاب المركزي في تفسير التوراة فإن هناك 10 صفات للخالق الأعظم، وقد جرت العادة على تجسيد تلك الصفات على شكل هرم شبيه بنجمة داوود  وتعتبر الديانة القابلية المستمدة من كتاب قبالاه من أهم المذاهب اليهودية وهي التعاليم الغيبية في الديانة اليهودية وتشمل السحر والممارسات الصوفية القديمة على اعتبار ان لكل حرف في الكتاب المقدس معنا خفيا ,وتقوم على مبدا عبادة الاعداد واستخدام بعض نظريات فيثاغورث ,وهو مذهب عميق جدا يبحث في حقيقة الرب وان مصدر كل الاشياء هو الرب، ولم يكن مسموحا الا لليهود الاشداء فقط التعمق في هذه الديانة، وكما ذكر سابقا فالشكل السداسي يمثل العشر صفات العظمى للإله الاعظم والتي اعتادوا على صفها على شكل هرم يشبه النجمة.
  • استنادا على روايات غير موثقة فإن الدرع الذي استعمله النبي داوود عليه السلام في المعارك في شبابه كان درعا قديما وقام بلفه بشرائط من الجلد على هيئة النجمة السداسية
  • إشارة إلى يهوه الذي يعتبر من أقدم أسماء الخالق الأعظم في اليهودية والذي يكتب بالعبرية הוה ويمكن تشكيل نجمة سداسية من الحرف الأول والأخير 

لايوجد أدلة في علم الآثار بكون نجمة داوود كانت شائعة بالأرض المقدسة في زمن النبي داوود عليه السلام، وأقدم دليل أثري تم العثور عليه لحد هذا اليوم هو عبارة عن وجود النجمة السداسية على شاهد قبر في مدينة تارانتو في الجزء الشرقي من جنوب إيطاليا والذي يعتقد إنها تعود إلى القرن الثالث بعد الميلاد . ويعتقد بعض الباحثين إن ارتباط النجمة السداسية باليهود قد يرجع إلى النبي سليمان عليه السلام الذي هو ابن النبي داوود عليه السلام حيث اشتهر سليمان بتعدد زوجاته وكانت إحداهن من مصر، ومن المحتمل أن هذه الزوجة قد لعبت دورا في انتشار النجمة السداسية التي كانت رمزا هيروغليفيا لأرض الأرواح حسب معتقد قدماء المصريين.

تم العثور على أقدم نسخة من الكتاب المقدس اليهودي في سانت بطرسبرغ، ويرجع تاريخ هذا الكتاب إلى عام 1010م وغلاف هذا الكتاب مزين بنجمة داوود

تم العثور أيضا على مخطوطة قديمة للكتاب المقدس اليهودي المعروف باسم التناخ في طليطلة ترجع إلى عام 1307م وقد تم تزيين هذه المخطوطة بالنجمة السداسية

نجمة داوود في المسيحية

تستعمل نجمة داوود كرمز من قبل الطائفة المسيحية التي تسمى المورمنز وخاصة في كنائسهم. ويعتبر المورمنز النجمة رمزا لقبائل بني إسرائيل الإثنا عشر القديمة حيث يعتبر المورمنز نفسهم امتدادا لهذه القبائل، ويحتفل المورمن بكثير من المناسبات اليهودية حيث وقعت الكثير من الأحداث التاريخية للمورمنز في مناسبات يهودية مهمة، ولا يعرف إن كانت هذه مصادفة أو شيئا متعمدا، فعيد ميلاد مؤسس الطائفة جوزيف سميث يصادف يوم الهانكة التي هي عطلة يهودية تبدأ عادة في ديسمبر. هناك 12 مناسبة تاريخية مهمة للمورمنز تصادف كلها مناسبات يهودية 

القرون الوسطى

يوجد في القرون الوسطى حادثتين موثقتين عن استخدام نجمة داوود كشعار لليهود كانت إحداها في عام 1354م]] في براغ عندما كات جزءا من بوهيميا حيث تم تصميم علم لليهود الساكنين في تلك المنطقة في عهد الملك تشارلز الرابع (1316 - 1378) حيث شاركت قوة من اليهود في قتال قوات تابعة لملك المجر. في عام 1648م]] وقعت حادثة مشابهة عندما تعرضت براغ لهجوم من قبل جيش السويد وكان من ضمن المدافعين عن المدينة مجموعة من اليهود فاقترح الإمبراطور فرديناند الثالث (1608 - 1657) على هذه الجماعة حمل راية خاصة بها للتمييز بينها وبين القوات السويدية الغازية، وكانت الراية حمراء اللون وعليها نجمة داوود باللون الأصفر       

العصر الحديث

ولا يزال الماسونيين يسعون لإعادة بناء هيكل سليمان، ولكن ليس لعبادة الله، وإنما لإعادة أمجاد المعبد القديم بالعبادات الوثنية.

وكل تلك المدة لم يكن للنجمة السداسية أي علاقة باليهودية.. أما عن صلتها بالصهيونية:

من الجدير بالذكر أن اليهودية الأرثوذوكسية ترفض اعتبار نجمة داوود رمزا للشعب اليهودي وذلك لكونها رمزا ذو علاقة بالسحر والشعوذة القديمة أو ماكانت تسمى العلوم الخفية.

كان المدعو Mayer Amschel Bauer في القرن الثامن عشر وهو من يهود الخزر، ومن عباد Lucifer ، ومن أتباع ديانة السحر الأسود يضع لافتة على منزله فيها شعار أحمر، وهذا الشعار هو الهيكساغرام، أو النجمة السداسية.

غير هذا الألماني اسم عائلته إلى Rotschild والتي تعني بالألمانية العلامة الحمراء وأصبحت سلالته هي المسيطرة على أصخم بنوك ومؤسسات أوروبا المالية، وهي التي مولت الحروب والتي خططت للثورات الكبرى بالعالم بعد تمويلها وانشاءها لأخوية النورانيين، ومؤسسة روتشيلد هي التي حكمت أوروبا وبعدها أميركا فعلياً، وهنا أود إيراد مقولة مشهورة لناثان روتشيلد في العام 1815

أنا لا يهمني أية دمية قد وضعت على عرش انكلترا ليحكم الامبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس. الرجل الذي يتحكم بالموارد المالية هو الذي يحكم الامبراطورية البريطانية، وأنا من يحكم الموارد المالية البريطانية.

طبعاً الحديث عن عائلة روتشيلد يطول ويتشعب.. ولكن المهم أن عائلة روتشيلد وبتخطيط مشترك مع جماعة النورانيين كانت قد صممت على انشاء منظمة صهيونية وإنشاء دولة مستقلة لها. هي بمثابة دولة الروتشيلد.

في العام 1895 قام ادموند روتشيلد بزيارة فلسطين، وعندها صمم على المدى البعيد لإنشاء دولة فيها تخدم مخططاتهم بعيدة المدى.

في العام1897 أحدث روتشيلد المؤتمر اليهودي وكان المقرر عقده في ميونخ بألمانيا، ولكن لأسباب المعارضة المحلية تم عقد المؤتمر بمدينة بال بسويسرا في 29 آب.

اختارت الحركة الصهيونية عام 1879م نجمة داوود رمزاً لها واقترح تيودور هرتسل في أول مؤتمر صهيوني في مدينة بال أن تكون هذه النجمة رمزا للحركة الصهيونية بل أيضا رمز الدولة اليهودية مستقبلا . وتم استعمال هذا الرمز أيضا من قبل لجنة الطلاب "أخوة صهيون" في عام 1881، وفي عام 1882م]] اختار مؤيدي حركة "البيلو" نجمة داوود في ختمهم الرسمي، ومن الجدير بالذكر أن حركة "محبة صهيون" (البيلو) كانوا من طلائع اليهود الذين بدؤا بالهجرة إلى فلسطين من 1882 إلى 1903 والذي يسمى أيضا بالهجرة الأولى . وبعد إعلان دولة إسرائيل بستة أشهر قرر مجلس الدولة المؤقت بتاريخ 28 أكتوبر 1948 اعتماد نجمة داوود كشعار على العلم الإسرائيلي

وقد اعتمد علم إسرائيل الحالي بالرغم من المعارضة الشديدة من زعماء اليهود الذين كانوا يريدون وضع ال Menorah وهو الشمعدان اليهودي كشعار للدولة اليهوديةأما عن ربط النجمة أو شعار الهيكساغرام مع الملك داوود، فهو غير محدد التاريخ، ولكن يعتقد بأنه بدأ بالقرن الثامن والتاسع عشر عند التحضير لانشاء المنظمة الصهيونية

نجمة داوود والنازية

Yellowstars.jpg

تم استعمال نجمة داوود من قبل النازية أثناء الهولوكوست حيث تم إجبار اليهود على وضع شارة صفراء على شكل نجمة داوود على ملابسهم بغية التعرف على اليهود، وكانت هناك ثلاث أنواع من شارة النجمة السداسية المخصصة لليهود:

  • للأشخاص الذين ينتمون للعرق الآري وكانت لهم صلة قربى مع اليهود
  •  
  • باحث آثار: نجمة داوود زخرفة إسلامية

    أكد باحثوا الاثار أن الاكتشافات الأثرية الحديثة التي تمت بسيناء بعد تحريرها أكدت أن النجمة السداسية التي اتخذها اليهود شعاراً لهم وأطلقوا عليها "نجمة داوود"، هي زخرفة إسلامية وجدت على العمائر الإسلامية ومنها قلعة "الجندي" برأس سدر بسيناء وأنشأها القائد صلاح الدين الأيوبي ووضع هذه النجمة الإسلامية على مدخل القلعة.

    و أن النجمة السداسية وجدت أيضا على طبق من الخزف ذي البريق المعدني الفاطمي (العصر الفاطمي 358- 567 هـ، 969- 1171م) الذي كشفت عنه بعثة آثار منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية عام 1997، أما نقش الشمعدان أو المينوراه ذو السبعة أو التسعة أفرع والذي اتخذه اليهود شعاراً لهم فهو شمعدان روماني من أيام "تيتوس" 70م.

وليس لهذا الشعار أي علاقة بالملك داوود .. الذى كرمه الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق