الأحد، مارس 28، 2010

ثلاث وصايا قبل ترك المُلك والحكم والحياة

اعتلت صحة الاسكندر المقدوني ولزم الفراش شهوراً عديدة وحين حضرت المنية الملك الذى ملك مشارق الأرض ومغاربها أنشبت أظفارها أدرك حينها الأسكندر أن انتصاراته وجيشه الجرار وسيفه البتار وجميع ما ملك سوف تذهب أدراج الرياح ولن تبقى معه أكثر مما بقت،حينها جمع حاشيته واقرب المقربين إليه،

ودعا قائد جيشه المحبب الى قلبه،وقال له :
إنى سوف أغادر هذه الدنيا قريباً ولى ثلاث أمنيات أرجوك أن تحققها لى من دون أي تقصير .فأقترب منه القائد وعيناه مغرقتان بالدموع وانحني ليسمع وصية سيده الأخيرة :
قال الملك : وصيتي الأول : أن لا يحمل نعشي عند الدفن إلا أطبائي ولا أحد غير أطبائي.
وصيتي الثانية : أن ينشر علي طريقي من مكان موتي حتى المقبرة قطع الذهب والفضة وأحجاري الكريمة التي جمعتها طيلة حياتي .
والوصية الأخيرة : حين ترفعوني علي النعش أخرجوا يداي من الكفن وأبقوها معلقتان للخارج وهما مفتوحتان.
حين فرغ الملك من وصيته قام القائد بتقبيل يديه وضمها الى صدره،ثم قال : ستكون وصاياك قيد التنفيذ وبدون أي إخلال،إما هلا أخبرني سيدي في المغزى من وراء هذه الأمنيات الثلاث؟
أما بخصوص الوصية الأولي :
فأردت أن يعرف الناس أن الموت إذا حضر لم ينفع في رده حتى الأطباء الذين نهرع اليهم إذا أصابنا أي مكروه،وأن الصحة والعمر ثروة لا يمنحهما أحد من البشر.

وأما بخصوص الوصية الثانية :
حتى يعلم الناس أن كل وقت قضيناه في جمع المال ليس إلا هباء منثوراً،وأننا لن نأخذ معنا حتى فتات الذهب.

وأما الوصية الثالثة :
ليعلم الناس أننا قدمنا الى هذه الدنيا فارغي الأيدي وسنخرج منها فارغي الأيدي كذلك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق