الأحد، مارس 21، 2010

حول بشارات النبي في كتب البوذية والهندوسية

هناك البعض ممن يدعون بان الديانة البوذية و الهندوسية و السيخية والجينية و الديانات الاخرى و الديانات السابقة تتنبأت و بشرت بالنبي الكريم بل هناك من يقول بان هذه الديانات بشرت بالاسلام و هناك من يقول بان كثير من الديانات بشرت بالرسول الكريم و بالاسلام بل اصبح الامر أخطر بحيث أصبحوا يقولون بان الانجيل و التوراة اقتبسوا ذلك من البوذية و الهندوسية و السيخية والجينية و الديانات الاخرى و الديانات السابقة سمعت محاضرة من الشيخ عبد المجيد الزنداني وقد أشار فيها أن الرسول محمد(صلى الله عليه وسلم) مذكور في الإنجيل والتوراة ولكن أيضا في الكتب الهندوسية، فما صحة هذا الخبر، وإذا ما كان قد ذكر حقا فأي نبي أرسل لبلاد الهند؟ جزاكم الله خيراً. ارجوا منكم ان ترسلوا الي الردود بالدلائل و الحجج القاطعة لان الموضوع خطير و قد شغل بالي هذه الايام الاخيرة

وقد توجه المرصد بسؤاله إلى الدكتور هشام طلبه

عضو لجنة البشارات بالهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم و السنة النبوية.

فأجاب مشكورا بقوله :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ,

أخي الحبيب:

قال الله تعالى: { وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) } سورة فاطر, معنى ذلك أن أسلاف الهندوس(1) والمجوس والصابئة والبوذيين قد أرسل الله إليهم رسلًا ينذرونهم كما أرسل إلى غيرهم من الأمم, ولكن طال عليهم الأمد, ودلس عليهم الشيطان فأدخل في توحيد الرسل ما أدخل رويدًا رويدًا, كما فعل بقوم نوح حين زين لهم عبادة صالحيهم الخمسة خطوة خطوة, ولكن أدرك الناس من بقايا الوحي والنبوة ما أدرك, كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ » وبقي في كتبهم من بقايا الحق شيء ليس باليسير. والدليل على ذلك أن القرآن الكريم ذكر أن كتب أهل الكتاب قد حُرِّفت عن عمد أو نسيان بعد أن أُستحفظ أهلها عليها, ورغم ذلك ذكر القرآن الكريم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مذكور في هذه الكتب بصفاته واسمه وألقابه والدين الذي يأتي به والكتاب الذي ينزل عليه.

أي أن هذه الكتب لم تحرف بالكامل, بدليل اتفاقها مع كتاب الله في تفاصيل عديدة, فلا يستبعد إذًا أن يكون في كتب الوثنيين من بوذيين وهندوس ومجوس بل وصابئة بعض الحق, ومنها النبوءات عن النبي صلى الله عليه وسلم, وإن كان أقل من مثيله في كتب أهل الكتاب .

·  أما عن اتفاق كتب أهل الكتاب مع كتب الوثنيين وان هذا دليل على استقائها منها, فقد أشار القرآن الكريم إلى مضاهاة أهل الكتاب لهم في العقائد الوثنية:{ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30)} سورة التوبة

وهذا لا يقدح في ذكر النبوءات عند أشباه أهل الكتاب ( المجوس والصابئة ) بل وكذلك البوذيين والهندوس؛ لأن أهل الكتاب لم يستعيروا منهم غير التفاصيل غير المنطقية كما أخبر ربنا تعالى. مثل عقيدة المخلص الإله ابن الإله ابن العذراء المصلوب فداءً للبشر التي نجدها في ست عشرة ملة سابقة للنصرانية · بل إن النبوءات عن النبي صلى الله عليه وسلم في كتب أشباه أهل الكتاب تتعاضد مع نظائرها في كتب أهل الكتاب.

مثل التعبير عن دولة النبي المنتظر: { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ } والممالك التي تحطمت على يديها في كتاب الزرادشتية ( المجوس ) المقدس ( الزند أفستا ) بفروع شجرة مكونة من معادن مختلفة مثل نبوءة سفر دانيال في التوراة التي عبرت عن تلك الممالك أيضًا بالمعادن ولكن لأجزاء من تمثال. ثم تذكر ( الزند أفستا ) هذه أن الحق والفضيلة ( على يد نبي آخر الزمان ) سينتصران في آخر الزمان على الديانة الزرادشتية ( التي يمثلها هذا الكتاب ) وإمبراطوريتها والممالك المعاصرة لها. فمن حطَّم الإمبراطورية الفارسية بدينها والممالك الأولى المعاصرة لها؟ إنه جيش محمد صلى الله عليه وسلم؛ جيش الحق والفضيلة.

الغريب أن يصف كتاب الزرادشتية المقدس محطم  إمبراطوريتها بالحق والفضيلة, وهو ما تحقق بالفعل بعد ذلك!!.

· مثال ذلك أيضًا ذكر كتاب ( الزند أفستا ) لمصطلح ( نبي آخر الزمان وأتباعه ) كثيرًا وهو ما نجده في التوراة في سفر عزرا الرابع ( 4 : 28 ) : « المسيا .. الذين معه » كلاهما يذكرنا تمامًا بقوله تعالى في القرآن الكريم: { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ }.

· من أمثلة ذلك أيضًا كتاب الصابئة المقدس ( الكانزاربا ) في تشبيهه لـمـُلك العرب الآتي باللبنة في الجدار التي ستنادى به, أي تنادي بحكم العرب ( ديوان حرَّان كويثة ) وهو ما نقرأه في إنجيل متَّى( 21 : 42 – 44 ): « ألم تقرءوا في الكتاب الحجر الذي رفضه البناؤون لأنه من أبناء إسماعيل المنبوذ في عقيدتهم هو نفسه صار حجر الزاوية الأساس » في إشارة إلى المزمور ( 118 : 22 ) في العهد القديم, وقد أشارت السنة النبوية إلى ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم : « مَثَلِي فِي النَّبِيِّينَ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا فَأَحْسَنَهَا وَأَكْمَلَهَا وَأَجْمَلَهَا وَتَرَكَ مِنْهَا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِالْبِنَاءِ وَيَعْجَبُونَ مِنْهُ وَيَقُولُونَ: لَوْ تَمَّ مَوْضِعُ تِلْكَ اللَّبِنَةِ وَأَنَا فِي النَّبِيِّينَ مَوْضِعُ تِلْكَ اللَّبِنَةِ » .

· من ذلك أيضًا ذكر الكتاب سالف الذكر ( الكانزاربا ) للمصطلح إسلام بقوله : ( أيها المسلمون المؤمنون ..) ثم اعتبار كتاب الصابئة هذا لإسماعيل ( أبي جميع المسلمين ).

· أما بالنسبة للسيخية والجينية فتلك ملل وضعية حديثة نسبيًّا كالبهائية والمورمونية لا يستقيم أن يكون بها نبؤات عن النبي صلى الله عليه وسلم .

              ما مضَت فَترةٌ مِنَ الرُسلِ إلَّا  ** بشَّرت قومَها بِهِ الأَنبياءُ


(1) ذكر بعض علماء مقارنة الأديان أن النبي الذي أرسله الله إلى الهنود كان إبراهيم, وقد استنتجوا ذلك من اسم الإله الهندوسي الأهم « برهما » وأن كتاب الهندوس المقدس « الفيدا » هو صحف إبراهيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق