الجمعة، أبريل 09، 2010

زويلة" أشهرها (أبواب القاهرة.. حصون عتيقة حافظة للتاريخ)

  • مراحل ترميم وتطوير باب زويلة

مراحل ترميم وتطوير باب زويلة

إعداد: حسني ثابت

تتميز القاهرة عن غيرها من عواصم العالم بأبوابها العتيقة التي بناها حكام مصر لحماية المدينة من الهجوم والغزوات، فهي تروي تاريخ القاهرة وعراقتها من خلال الفن المعماري الذي يبدو جليا في أبوابها وأسوارها، منها باب الشعرية وباب القنطرة وباب الفراج بالقرب من بابي النصر والفتوح وباب الظفر القريب من سور صلاح الدين .

وكلمة بوابة تستخدم في المعمار لمداخل القلاع والحصون والمدن والأسوار والأبنية المتسعة الأرجاء، وشاع استعمال البوابات الحربية والمدنية فى القرون الوسطى في أسوار المدن.

وإنه لم يكن من قبيل الصدفة اختيار منظمة "اليونسكو" مدينة القاهرة الفاطمية الإسلامية باعتبارها تراثاً ثقافياً عالمياً لا مثيل له يمتد تاريخه لأكثر من ألف عام، في الوقت الذي تعرضت فيه المدينة القديمة إلى مُتغيرات عُمرانية يُمكن أن تتسبب في انهيار كامل وشامل لهذا النسق الحضاري الفريد وهذا التراث المعماري الرائع.

سور القاهرة

باب النصــر

صممت أبواب القاهرة على شكل أبراج عالية ضخمة ذات منافذ وفتحات لمرمى السهام‏ وضرب كل من يُحاول اقتحام الباب، ‏ويمتد ‏سور القاهرة - الذي بناه صلاح الدين الأيوبي - ليطوق المدينة، ‏وبه 8 أبواب لكل جنب من جوانبها الـ4، حيث يحدها من الشرق تلال المقطم ومن الغرب الخليج الكبير ومن الجنوب مدينة القطائع.

وأبواب "سور القاهرة" هي: "باب زويلة" و"باب الفرج" فى الجنوب، و"باب الفتوح" و"باب النصر" فى الشمال، و"باب القراطين" الذي عرف فيما بعد بـ"باب المحروق" و"باب البرقية" فى الشرق، و"باب سعادة" ويقع في موضعه الآن محكمة الاستئناف العليا ثم "باب القنطرة" في الغرب، ثم أضاف حكام مصر بعد ذلك أبوابا آخرى.

تم بناء سور القاهرة 3 مرات، أولها بني بالطوب اللبن ولذا لم يستمر طويلاً، والمرة الثانية كان خليطا بين الطوب اللبن والحجارة مع وجود بوابات قوية منها ما زال باق بوابات المتولي "زويلة" و"الفتوح" و"النصر"، والمرة الثالثة تم بناؤه بالحجارة وأحاط به مساحات أكبر من السور السابق ليضم الفسطاط والقلعة.

وقد قام "بدر الجمالي" وزير المستنصر بتجديد سور القاهرة عام 1087م، ولا تزال 3 من أبوابه باقية حتى اليوم، وهي "باب النصر" و"باب الفتوح" و"باب زويلة" وهى من أعظم التحصينات الحربية في الإسلام ولا يوجد لهذه الأبواب مثيل على الإطلاق، ولقد أثارت إعجاب رحالة القرن الـ18 الأوروبيين الذين سجلوا إعجابهم في كتب رحلاتهم.

واختلف علماء الآثار حول عدد هذه البوابات، والتي لم يتبق منها سوى عدد محدود للغاية، أكثرها شهرة باب زويلة.
ويروي باب زويلة قصة شنق السلطان "طومان باى"على يد العثمانيين بقيادة السلطان سليم الأول، وهي القصة التي أنهت حقبة تاريخية بقيادة المماليك وسطرت أخرى جديدة بقيادة العثمانيين بعد مقتل السلطان الغوري، وهو الباب الذى دخل منه أمير المؤمنين الخليفة المعز لدين الله إلى عاصمته الجديدة القاهرة التي أمر بتأسيسها.

يعود هذا الاسم نسبة إلى قبيلة من "البربر" بشمال إفريقيا، التي انضم جنودها إلى جيش جوهر الصقلي لفتح مصر. ويعد باب زويلة أحد أشهر أبواب القاهرة التاريخية وثالث الأبواب الباقية بعد بابي الفتوح والنصر. ويعرف أيضاً باسم "بوابة المتولي"، حيث كان يجلس في مدخله "متولي الحسبة" لتحصيل ضريبة الدخول إلى القاهرة.

ويعتبر هذا الباب أجمل الأبواب الـ3 وأروعها، تم تشييده عام 485 هجرية/ ‏1092‏ ميلادي وله برجان مقوسان عند القاعدة، وهما أشبه ببرجي باب الفتوح ولكنهما أكثر استدارة. ويشغل باب زويلة مساحة مربعة، حيث يتكون من كتلة بنائية ضخمة عرضها ‏25.72‏ متر وعمقها ‏25‏ متراً وارتفاعها ‏24‏ متراً عن المستوى الأصلي للشارع‏. ويتكون الباب من برجين مستديرين يبرز ثلث الكتلة البنائية خارج السور، ويتوسط البرجين ممر مكشوف يؤدي إلى باب المدخل، ويرتفع البرجان إلى ثلثي الارتفاع في بناء مصمت، ويأتي في الثلث العلوي من كل منهما حجرة دفاع يغطيها قبو طولي يتقاطع مع قبو عرضي.
أما باب النصر ‏فتم بناؤه عام 480‏ هجرية/ ‏1087‏ ميلادية، ويعد من بين التشييدات الحربية الفاطمية. وتم توسيع فتحات تصويب السهام في حجرتي الدفاع أثناء الحملة الفرنسية على مصر، بحيث تصبح من الخارج أكثر اتساعا من الداخل، لاستعمالها في الضرب بالمدافع بدلا من السهام. ويتميز باب النصر بوجود أقراص مستديرة تشكل أطراف أعمدة رخامية رابطة وضعت أفقيا بعرض الجدران لتزيد من متانة البناء‏.‏

بينما شيدت أبراج باب الفتوح ‏من الحجر الجيد عام 485هـ/ ‏1092‏م‏، ولم يبق منه سوى عقده وعضادته اليسرى، وعليه أسطر من الكتابة بالكوفي، ويبلغ عرض الكتلة البنائية‏ 22.85‏ متر وعمقها‏ 25‏ مترا وارتفاعها‏ 22‏ مترا، وتبرز ثلث الكتلة البنائية خارج الأسوار، أما الثلثان الباقيان فيقعان داخل المدينة الثلث العلوي من البرجين المصمتين عبارة عن حجرة دفاع مزودة بفتحات لرمي السهام وسقف الحجرتين عبارة عن قباب متقاطعة‏،‏ ويعلو فتحة المدخل إطار حجري بارز على شكل عقد، وبها أماكن لتكشف الواقف عند الباب من المهاجمين لسهولة رميهم بالسهام والحراب.

الحديد والخلق واللوق

باب الغـوري

باب البحر.. أطلق هذا الاسم على بابين أحدهما باب من أبواب القصر الفاطمي الشرقي الكبير والثاني باب من أبواب الأسوار الأيوبية، وحمل هذا الاسم لقربه من النيل. وكان يعرف بـ"باب المقس" لوقوعه في قرية المقس الواقعة قرب الضفة الشرقية للنيل، وكان يقال له المقسم أو "باب البحر"، ثم عرف باسم "باب الحديد" لأنه كان مركبا عليه بوابة من سلاسل الحديد، ونسب إليه ميدان باب الحديد - ميدان رمسيس حاليا - وكان هذا الباب يقع عن مدخل شارع فم البحر من جهة الميدان المذكور، وقد هدم حوالي عام 1747م.

وشيد باب البحر فى سنة 572 هـ -1174م في العصر الأيوبي أيام صلاح الدين بعد توليه السلطنة ليحمي العاصمة، وليكمل امتداد سور حصن القاهرة الشمالي نحو الغرب، بين ناصية الحصن الشمالية الغربية، وبين قلعة المقـس ، وذلك على يد "بهاء الدين قراقوش" وزير صلاح الدين الأيوبي.

باب الشعرية.. عرف بهذا الاسم نسبة إلى طائفة من البربر يطلق عليها "بنو الشعرية"، وهو أحد بابين كانا في جزء من السور الشمالي الذي شيده "بهاء الدين قراقوش". وكان ذلك الجزء من السور الشمالي به باب البحر وباب الشعرية، ويمتد بين الناصية الشمالية الغربية لحصن القاهرة الفاطمي، وبين قلعة المقس التي بنيت عند ضفة النيل في ذلك الوقت وكان موضعها مجاورا لجامع أولاد عنان الحالي في مكان جامع المقس الذي كان قد شيده الحاكم بأمر الله.

بقى باب الشعرية حتى سنة 1884 وقد سجل في كراسة لجنة حفظ الآثار العربية في هذه السنة أن أجزاء منه كانت باقية، ومنها لوحة بالخط الكوفي، كما شوهد رسم نسر محفور على حجرين من الأنقاض، وكان النسر "شارة" لصلاح الدين الأيوبي، وما زالت المنطقة حول الباب تسمى بباب الشعرية كما عرف به ميدان كبير.


الباب الجديد.. سمي بالجديد لأنه كان أول باب أنشئ في سور القاهرة الشرقي من الناحية الشمالية بعد باب النصر، وهو السور الذي شيده صلاح الدين، عندما كان وزيرا للخليفة العاضد الفاطمي ويوجد الباب على مسافة 150 مترا إلى الجنوب من الناصية الشمالية الشرقية للمدينة التي شيد عندها برج الظفر.

ويمتاز الباب الجديد الفاطمي بابتكارات معمارية تجعل له حصانة كبيرة، ويتكون من برجين بارزين عن وجه السور أحدهما كبير متعامد الأضلاع، والآخر صغير مسقطه أكبر قليلا من نصف دائرة.

باب البرقية.. أنشأه جوهر القائد عام 359 هـ عندما أقام السور الأول وعرف بعد ذلك باسم "باب الغريب" لأنه كان شرق جامع الغريب، غير أنه هدم عام 1936 ثم أنشئت مكانه جامعة الأزهر، أما باب البرقية الثاني فقد أنشأه صلاح الدين الأيوبي عام "569 هـ - 1184م" في سور القاهرة الشرقي المشرف على الصحراء الشرقية بهدف توسيع القاهرة من هذه الجهة.

باب الخلق.. كان على رأس الطريق المؤدي من باب زويلة لميدان باب الخلق المعروف الآن بشارع "تحت الربع". وأنشئ هذا الباب أيام الملك الصالح "نجم الدين أيوب" عام 639 هـ/ 1241م، وكان اسمه أول الأمر "باب الخرق"، ومكانه الآن ميدان "باب الخلق" الذي يعرف الآن بميدان "أحمد ماهر".

وكان شارع الخليج المصري الموجود الآن "فم الخليج" ممراً مائيا يخترق العاصمة من الجنوب إلى الشمال ويرفع المياه حتى القلعة ويعرف باسم "الخليج الناصري"، ويوجد به سور على جانب الخليج لا يزال قائما حتى الآن، وفي هذا السور توجد فجوة واسعة يخرج منها الناس ويدخلون وتعرف باسم "الخرق" وهو لفظ يرادف كلمة "فتحة أو بوابة" ومع تطور الزمن حرف الاسم حتى أصبح "باب الخلق" لمرور خلق كثير منه.

باب الغوري.. يقع هذا الباب في منتصف سوق خان الخليلي، وهو موجود حتى الآن على حاله وبنقوشه وكتاباته، وكان قد أمر بإنشائه السلطان "أبو النصر قنصوه الغوري"، وهو باب شاهق مرتفع يحلى عقده بالزخارف والنقوش الجميلة.

باب الوزير.. وهو أحد أبواب القاهرة الخارجية في سورها الشرقي الذي أنشأه صلاح الدين الأيوبي، ويقع في المسافة الواقعة بين الباب المحروق وبين قلعة الجبل، فتحه الوزير نجم الدين محمد قلاون عام "842 هـ - 1341م"، لذلك عرف بـ"باب الوزير"، وإليه ينسب "شارع الوزير" وهو لا يزال قائما حتى الآن.


باب خان الخليلي.. فى عام "917 هـ - 1511م " أراد الأمير سيف الدين جركس الخليلي في عصر الملك الظاهر برقوق في القرن الـ14 أن ينشئ خانا، فوقع اختياره على بقايا مقبرة الزعفران، ثم جاء السلطان الغوري فأمر بهدم الخان وإعادة بنائه وأنشأ فيه الحوانيت ويعرف اليوم بـ "وكالة القطن". وعلى الرغم من التغييرات التي طرأت على الخان، فلا يزال مدخله على حاله بنقوشه وكتاباته، وقد قام الغوري بإنشاء بوابتين كبيرتين حافلتين بالزخارف ولا يزال اسم الغوري وألقابه باقيا حتى الآن.

باب الحسينية.. وقد أقيم على رأس الطريق الموصل من باب الفتوح لميدان الجيش المعروف الآن بشارع الحسينية وشارع البيومي وقد هدم هذا الباب عام 1895م.

باب الفرج.. لا يوجد أثر حالياً لهذا الباب ولكنه كان يقع في سور القاهرة الجنوبي عند القاعة التي بها الضريح الذي يسمى مقام "الست سعادة" الكائن في الزاوية القبلية الغربية لمبنى مديرية الأمن بميدان أحمد ماهر.

الباب الأخضر.. وهو عبارة عن كتلة من البناء بالحجر المنحوت، عرضها نحو 6.65 متر وارتفاعها 5.85 متر، توازي الواجهة الجنوبية الغربية لمشهد الحسين قرب الناصية الجنوبية لحجرة الضريح، وكان يسمى قبل ذلك "باب الحسين" طبقا لخريطة الحملة الفرنسية.

ويعد الباب الأخضر من ضمن البناء الذى شيده الخليفة الظافر بأمر الله الفاطمي عام 549هـ/ 1154م، ليحتوي على رأس الحسين المحفوظة في صندوق من فضة، بدلا من أن يوضع في المسجد الذي كان قد بناه وزيره الصالح "طلائع بن رزيك" لذلك الغرض أمام باب زويلة، وهو الأثر الفاطمي الوحيد الباقي من مشهد الحسين ويمثله كتلة من البناء بالحجر المنحوت، توازي الواجهة الجنوبية الغربية لمشهد الحسين ويلتصق قرب الناصية الجنوبية لحجرة الضريح.

باب التوفيق.. هو أحد أبواب القاهرة الفاطمية شيد بالحجر المنحوت، وهو مجرد باب ذي قبو من الحجر يحيط بعقده من الخارج عقد آخر أكبر منه، ويفصل العقدين عن بعضهما في الجزء العلوي شق مستعرض يصل على أرضيته بحيث يكشف الواقف على السطح من يحاول اقتحام الباب ودخوله، ويمكن ضربه بالسهام والحراب وإسقاط الأحجار والمواد الملتهبة فوق رأسه، فهو بذلك يماثل ما هو موجود في باقي الأبواب التي شيدها بدر الجمالي، وعلى قمة واجهة عقد فتحة الباب لوح من الحجر حفر عليه بالخط الكوفي اسم باب التوفيق وتاريخ البناء في 480 هـ/ 1085م".

ويفصل سور صلاح الدين عن باب التوفيق في هذه الجهة الشرقية من القاهرة مسافة حوالي 25 مترا هي التي أطلق عليها المقريزى "بين السورين" ويقابلها من الجهة الأخرى في غرب القاهرة مسافة تماثلها كانت معروفة أيضا باسم بين السورين.

باب السلسلة بقلعة الجبل.. يعرف اليوم بباب العرب ويطل على قلعة الجبل، له مئذنتان كبيرتان، وعرف قديماً بـ"باب السلسلة" و"باب الاسطبل".

باب قايتباي.. أقيم هذا الباب عام "899 هـ/ 1494م" ويقع في نهاية شارع السيدة عائشة من الجهة القبلية، وسمي بذلك لأن الملك قايتباي هو الذي جدد الباب الحالي، وقد سمى أيضا بـ"باب السيدة عائشة".

من جهة أخرى، فهناك العديد من الأبواب التي اندثرت، مثل باب اللوق وباب الوزير وغيرها ولم يتبق منها حالياً سوى اسمها فقط.

باب اللوق.. أصبح اسما فقط لحي الآن بوسط القاهرة قريب من وسط المدينة، حيث كان هذا المكان مستقرا للجمال، وأطلق عليه قديما اسم "باب النوق" فحرف الاسم تدريجيا إلى "باب اللوق".

باب العذب.. شيده أحد أمراء المماليك ويمثل باب القلعة الرئيسي ويقع على جانبها الشرقي، والباب ضيق شديد الانحدار يدخل إلى داخل القلعة، وبعضه منحوت في الصخر المطابق "أرضية جبل المقطم" الشهير، وفي هذا المكان بين الباب والقلعة حدثت أشهر مذبحة في تاريخ مصر وهي "مذبحة القلعة".

باب القنطرة.. اسمه منسوب للقنطرة التي بناها جوهر الصقلي على الخليج، وكانت الناس تعبر من خلاله من باب مرجوش لباب الشعرية، وتم هدمه في عصر الدوله المملوكية عام 1270.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق