السبت، يناير 02، 2010

حياة الإنسان المصري القديم





 حياة الإنسان المصري القديم
بحث في الدراسات الاجتماعية



- كانت الحضارة المصرية القديمة واحدة من
الحضارات العظيمة الرائدة التي كانت تمتلك قيما ذات جذور ممتدة في
عمق التاريخ ،
وتقاليد متأصلة ؛ كانت في غالبها متحفظة .وعلى الرغم من تعاقب أنظمة الحكم السياسية
المختلفة، وكل منها برجالاتها وسادتها ؛ فإن الشعب المصري احتفظ بتكامله وعاداته
وتقاليده. ومن أجل ذلك، فنحن مازلنا نشهد معظم خصائص هذه الروح متغلغلة ومتسيدة
بشكل ملحوظ في الكثير من جوانب الحياة اليومية والسلوكيات الاجتماعية. ويتبين هذا
بوضوح خاصة في المجتمعات الريفية وبين العامة؛ إذا ما تغاضينا عن جوانب ظاهرية
معينة من الحياة، مثل التغيرات التي تنشأ من الاحتكاك بالشعوب الأخرى: بين الحين
والحين.
- ومن أهم خصائص المجتمع المصري، من فجر تاريخ حضارته، التكافل
الاجتماعي بين الأفراد ؛ والتكاتف معا في وجه الأخطار العامة، واتساع نطاق الحرص على
الصالح العام. ولقد أدى هذا المفهوم إلى قيام نوع من الولاء للسلطات؛ لمواجهة
الأخطار العامة. ويجتمع الأقارب وأفراد العائلة عامة (ويشد بعضهم أزر بعض) في أوقات
المحن العصيبة والمصائب، وحالات الوفاة والمرض. ويعد الوقوف إلى جانب المصاب
وعائلته، واجبا محتما لا يمكن تجنبه. والمصري مخلص ويستنكر الرذائل بأنواعها ويعتبر
الأخلاق والفضائل هي المعايير الحقيقية لتقييم الناس

 طبقات المجتمعأي الفئات التي يتكون منها المجتمع كالأتي:-


الطبقة الأولي:
الفرعون وأسرته


الطبقة الثانية :
ضمت الوزراء وكبار الكهنة والكتبة وحكام

الأقاليم .

الطبقة الثالثة :
ضمت صغار الموظفين والتجار وأصحاب الحرف

المتميزون


الطبقة الرابعة : تضم عمال الزراعة والحرفيون والرعاة



المعتقدات الدينية


- وتعد
ظاهرة التدين والاعتراف بعظمة وجلال الخالق، شائعة في المجتمع المصري للغاية. وتمارس الشعائر الدينية، بحكم التعود، داخل المنزل. وفي مصر القديمة، كانت هناك
محاريب للصلاة والدعاء خاصة؛ توضع بها صور وتماثيل المعبودات.

- وكما أن قدماء المصريين كانوا يعتقدون في الحياة
الآخرة، فإنهم كانوا يعتقدون أيضا بأنهم سوف يستمتعون فيها بالكثير من الأنشطة التي
كانوا يمارسونها في دنياهم. ولهذا، فإنهم أعدوا لآخرتهم، بأن زودوا مقابرهم بتماثيل
للأصدقاء وأفراد العائلة؛ وبغير ذلك مما قد يحتاجونه من صحبة تساعدهم في الاستمتاع
بوقتهم، في الحياة الآخرة. ولم يكن قدماء المصريين يعشقون الموت، وإنما هم
كانوا يعشقون الحياة؛ ولا يعني تمسك المصريين بمعتقداتهم الدينية، أنهم يعمدون إلى
العبوس وتجنب الأوجه السارة في الحياة، وإنما على العكس من ذلك؛ فإنهم يقبلون على
الحياة بفرح ومرح وهو ما يتضح جليا في فكاهاتهم وأغانيهم وفنونهم
الشعبية فاستمتعوا بها إلى أقصى درجات الاستمتاع. وقد كانوا يعملون
بجد واجتهاد، ولكنهم كانوا يوفرون من الوقت ما يكفي للاستمتاع بحياة الأسرة وعلى
الأخص أطفالهم وصحبة الأصدقاء، وبالترفيه: من حفلات وصيد أسماك وقنص حيوانات
وإبحار؛ وكل ذلك كان في غاية الأهمية، بالنسبة لقدماء
المصريين..



الأعياد والاحتفالات
- وتلعب الأعياد
والمناسبات (والموالد) دورا مهما في الحياة. وكانت، في كل العصور، هناك أعياد جديدة
تضاف؛ فيحتفي بها المصريون ويحتفلون. ففي العصور الفرعونية والبطلمية كان هناك عيد
يحتفل به؛ لكل معبود: يحمل فيه الكهنة تمثال المعبود ويسيرون به في موكب مهيب يشارك
فيه الجميع، ويؤدي فيه المهرجون والمغنون والراقصون فنونهم. كما كانت تقام، في هذه
الأعياد، العروض المسرحية التي تصور أساطير معينة. وكان الأهالي، وليس الكهنة، هم
الذين يحتفلون بأعياد المعبودات الطيبة الصديقة والودودة. والمعبود "بس" هو أحد تلك
المعبودات؛ وفي يوم عيده كان العمل في بناء الأهرام يتوقف. وكان الأهالي يستعرضون
في الشوارع، وهم يرتدون أقنعة "بس"؛ يتبعهم الراقصون وضاربو الدفوف. وكان أهالي
المدينة يشاركون في الغناء من أسطح منازلهم؛ بينما كان الأطفال يعدون بجانب
الراقصين، وهم يغنون ويصفقون بأيديهم. وكانت المدينة كلها تستمتع بالأعياد
والمهرجانات. وكانت مناسبات رأس السنة وبدايات المواسم، أيضا، من الأعياد. وكان
هناك عيد فيضان النيل (وفاء النيل، الآن)؛ إضافة إلى عيد الربيع و الذي يطلق عليه
الآن "عيد شم النسيم".

ولا يزال المصريون يحتفلون، لليوم، بهذين العيدين الأخيرين وقد احتفل المصري بالمواكب والمواسم والأعياد الهامة مثل :
1- أعياد دينية : عيد آمون وأوزوريس .
2- أعياد سياسية : عيد جلوس فرعون علي العرش
3- أعياد اجتماعية : عيد الربيع – عيد رأس السنة .
4- أعياد عسكرية : عيد النصر.
5- أعياد اقتصادية :
عيد الفيضان – عيد البذر – عيد الحصاد


العائلة
- كانت نظرة قدماء المصريين للزواج باعتباره رباطا مقدسا،
فأعطوا حياة الأسرة قدرا عاليا من التقدير والاحترام. ويتبين هذا بوضوح في كثير من
التماثيل والنصوص التي تصور الرجال والنساء في رابطة حميمة ودودة، واعتماد على
بعضهم البعض؛ بالإضافة إلى التماثيل التي تصور الوالدين مع الأبناء.
وكانت
للزواج الملكي شعبية كبرى بين قدماء المصريين؛ لضمان التكافؤ الاجتماعي بين
الزوجين، وتقوية الروابط الملكية. وكان من الممكن أيضا اختيار العروس من بين
المعارف المقربين للعائلة. وكان سن الزواج للبنات حوالي 12 سنة. وكانت عائلتا
العروسين، عادة، تتقاسمان تكاليف الزواج. فبينما كان العريس وعائلته يعطون مبلغا
مناسبا من المال (كنوع من المهر) ويوفرون منزلا للإقامة؛ فإن عائلة العروس كانت
توفر الأثاث والمنقولات. وكانت الاحتفالات والولائم تقام في المناسبة؛ حيث يجتمع
أفراد العائلتين للاحتفال، كما كانت الهدايا تقدم للعروسين، من الأقارب والأصدقاء. وقد عرف المصريون هذه التقاليد عبر التاريخ.
- وكان أفراد العائلة يتقاسمون
المهام والمسئوليات؛ فكان لكل منهم دور معين، لكي تسير الأمور في نعومة وسلاسة
ويسر. وفي البيوت الصغيرة كانت الأم تتولى مسئولية كل ما يتعلق بشئون المنزل؛ من
طهي ونظافة ورعاية للأطفال. وكانت البيوت الأكبر تحتفظ بخدم يؤدون الأعمال، وقابلات
لمساعدة الأم. أما الأب فقد أحاط أسرته بكل عنايته وحرص علي إسعاد زوجته ولا ينازعها ، ويعاملها برفق وحنان .ويساعد زوجته في المنزل إذا اقتضي الأمر.

فالأسرة المصرية : تتكون من الأب و الأم و الأطفال ولكلٍ دوره الذي يؤديه كالأتي:
الأب
رب الأسرة وراعيها - يوفر حاجاتهم ويحميه
وله حق الطاعة
والتقدير والاحترام من الزوجة والأبناء

الأم تحتل مكانة هامة في الأسرة
فتقوم بالأتي
تشرف علي شئون البيت من نظافة وترتيب وطهي -
تتولي تربية
الصغار
- تساعد زوجها في بعض الأعمال - وكان لها حق الوراثة والشهادة
والتعاقد والبيع والشراء .
الأبناء يحرص الأبوان علي تربية أبنائهم
ويعلمانهم
آداب السلوك الحميد والأخلاق الطيبة.

تعليمهم العلوم
المختلفة ويحرصان علي تفوقهم الدراسي .

كما اهتم الأبناء بالتفوق واحترام
والديهم ، ومساعدتهم في أعمالهما ، ورعاية قبورهما بعد وفاتهما .
- وكان قدماء المصريين يعتزون كثيرا بأطفالهم؛ ويعتبرونهم بركة
ونعمة كبرى. وإذا حرم زوجان من الأبناء فإنهم كانوا يتوجهون إلى الربات والأرباب؛
طمعا في العون والمساعدة. وإذا فشل الزوجان، مع ذلك في الإنجاب؛ فإن التبني كان من
بين الاختيارات المتاحة.ولقد اعتاد أطفال قدماء المصريين على اللعب بالدمى،
وغيرها من لعب الأطفال، حتى يكبروا. وتعلم الصبية الصغار حرفة من آبائهم أو من حرفي
ممارس خبير. واشتغلت الفتيات أيضا، وتلقين تدريباتهن بالمنزل على أيدي الأمهات. وكان الموسرون يبعثون بأبنائهم، بداية من سن السابعة، إلى المدارس؛ لتعلم الدين
والكتابة والحساب. ومع غيبة الدليل على وجود مدارس للبنات، فإن بعضهن كن يتلقين
تعليمهن بالمنازل؛ أساس في القراءة والكتابة، بينما أصبح البعض منهن
طبيبات.
- وكانت للمرأة مكانة متميزة في الحياة العائلية والاجتماعية. وبينما
كان من المتوقع من النساء تربية الأطفال والعناية بالواجبات المنزلية، كانت هناك
بعض الأعمال المتاحة لهن. ولقد أدار بعض النساء المزارع والأعمال التجارية في غيبة
أزواجهن أو أولادهن. كما كان النساء يوظفن في البلاط الملكي والمعابد؛ كلاعبي
أكروبات وراقصات ومغنيات وعازفات. واستأجرت العائلات الموسرة خادمات (وصيفات) أو
مربيات للمساعدة في أعمال المنزل وتربية الأطفال. وكان بإمكان النبيلات أن يصبحن
كاهنات. ومن النساء من عملن كنادبات محترفات في المآتم، وصانعات للعطور. وكانت
للنساء مواردهن الخاصة، مستقلات عن الأزواج؛ كما كان لهن حق التملك والتصرف مستقلات
في الممتلكات الخاصة، بالبيع أو بالمنح أو بالوصية: وفق الرغبة. وقد كن، في ذات
الوقت، مسئولات عن أفعالهن مسئولية كاملة أمام القانون. والمرأة التي كانت تدان،
أمام القضاء، في جريمة عظمى؛ كانت تعاقب بالإعدام: لكن بعد أن تتأكد المحكمة بأنها
ليست حاملا. فإن وجدت المرأة المحكوم عليها بالإعدام حاملا، فإن إعدامها كان يؤجل
إلى ما بعد ولادتها لطفلها.
- وكانت هناك حاجة دائمة في مصر القديمة للقوى
العاملة؛ إذ كان الاقتصاد بها يعتمد مثل اعتماد الحضارة نفسها – على الزراعة. وقد
غرس ذلك في الأذهان أن كثرة أفراد الأسرة يضمن لها دخلا أعلى. وكانت ظروف البيئة
المصرية (الاجتماعية)، في ضوء الوفرة الهائلة في الطعام؛ إلى جانب انخفاض تكاليفه،
قد أعفت المصريين القدماء من النفقات الهائلة لإنجاب الأطفال (وتربيتهم). و لهذا
فضل قدماء المصريين دائما مضاعفة نسلهم. وفي مقابل عنايتهم بأطفالهم، فإن الآباء
كانوا يحظون بالطاعة والاحترام الكامل، من جانب أبنائهم وكان الاعتدال، في مصر
القديمة من السمات البارزة في الحياة العائلية؛ بالنسبة لحقوق الرجال والنساء،
والجدية والاحتشام والتواضع والترفيه والمتعة. وكانت الروابط العائلية متأصلة في
أذهان وعقول الناس



مسكن المصري القديم و
أثاثه



امتاز مسكن المصري القديم بالبساطة
كان يتم بناؤه من الطوب اللبن ماعدا فتحات الأبواب والأعمدة فكانت من
الحجارة
يتكون من طابق واحد أو طابقين وحجرة واحدة أو حجرتين .
مساكن
الأغنياء : أحسن حالاً وأكثر اتساعاً
وتحيط بها الحدائق الجميلة
وجدرانها محلاة بالزخارف والنقوش
أما قصر الفرعون : فكان مضرب المثل في العلو
والاتساع

أما الأثاث استخدم المصري القديم :- الآسرة – الوسائد – والمقاعد – الصناديق الخشبية (لحفظ الملابس )- موائد وأوعية الطعام والشراب .
- ويختلف الأثاث من منزل لأخر حسب الظروف المعيشية للأسرة .

وفد التزم المصري بآداب الزيارة فلا يدخل البيوت إلا بعد أن يؤذن له


الملابس
- أجبر المناخ في مصر الأهالي، منذ عصور ما قبل التاريخ،
على ارتداء الملابس الخفيفة المسامية الرقيقة المصنوعة من خيوط الكتان الذي كان
الأكثر توفرا؛ بينما استخدم الصوف والقطن في عصور لاحقة. وتظهر اللوحات، التي ترجع
إلى عصر ما قبل الأسرات، الرجال وهم عراة؛ إلا من حزام حول الوسط، تتدلى منه قطعة
قماش تغطي الخصر – أو نقبة بثنيات وشراشيب أو سميكة من مادة نباتية. وتعد لوحة
نارمر (نعرمر – أو الملك مينا) أقدم سجل لملك يرتدي كلتية قصيرة، تسمى "الشنديت"؛
وقد تقاطع طرفاها وثنيا (زما) تحت حزام مربوط من الأمام. وتغير رداء الفرعون قليلا،
مع الزمن. وكان غطاء الرأس عبارة عن قطعة من قماش الكتان التي تجمع عند الخلف. كما
كان الفرعون يرتدي لحية مستعارة لتمييزه، وربطه بالأرباب الذين كان يعتقد بأن لهم
لحى مستقيمة. وارتدى كبار المسئولين بالدولة القديمة، إلى جانب النقبة الحلي؛ مثل
العقود والقلائد وارتدى الرجال المهمون شالا على الكتفين، بينما ارتدى كهنة "سم" وغيرهم ممن كانوا يؤدون مهام كهنوتية – جلد نمر كاملا؛ بما في ذلك الرأس والمخالب
والذيل. وبحلول عصر الدولة الحديثة، ارتدى أولئك الذين يحتلون المناصب العليا سترة
أطول تصل إلى الكاحلين. وهذه تثبت تحت الإبطين، وتمسك بشريط حول الرقبة. وارتدى
آخرون من كبار المسئولين نقبة مضفرة، أو نقبة فوقها مئزر ونقبة مضفرة. وكانوا
يرتدون أيضا عباءة قصيرة بدون أكمام، وصنادل مصنوعة من الجلد أو البردي أو سعف
النخيل.
- وربما غطت أردية المرأة، في عصور ماقبل الأسرات، جسدها بالكامل. وكان رداء المرأة التقليدي في الدولة القديمة والدولة الوسطى هو عبارة عن سترة،
تشبه ثوبا حابكا، تربط في الكتفين بشريطين وتثبت حافتها العليا فوق أو تحت الصدر. و
في الطقس البارد كانت النساء الثريات يضعن ثيابا طويلة بأكمام طويلة؛ وتتدلى تلك
الثياب في ثنايا. وارتدين خلال الاحتفالات شباكا من خرز خزف القيشاني عبر منتصف
السترة. وبحلول الدولة الحديثة كانت أردية النساء من قطعتي قماش أو أكثر؛ عادة قماش
أبيض و أحيانا بدرجات من الألوان الخفيفة. وبدأ النساء في ارتداء ملابس خارجية
تماما فوق السترة، سواء كانت مستقيمة أو مضفرة؛ وقد كانت تثبت بدبوس في شكل زخرفي،
فوق الصدر. ثم أضيفت عباءات فوق الكتف، بهدب معقودة إلى الأردية.
- وارتدى
العامة ملابس بسيطة، وأما في حالة المراكبية وصائدي الأسماك وجامعي البردي؛ فإنهم
لم يكونوا يرتدون (في عملهم) ملابس على الإطلاق: بينما ارتدت الخادمات فقط نقبة أو
مريلة (مئزر). وارتدى الفلاحون وغيرهم من العمال مئزرا بسيطا؛ وإن ارتدوا نقبة
عندما كانوا يحضرون إلى المدينة بمنتجاتهم، أو عندما كانوا يزورون الأقارب أو
المعابد. وبحلول الدولة الوسطى أصبحت النقبة الرداء اليومي في عموم القطر؛ وأحيانا
يعلوها قميص فضفاض أو سترة. وعموماً اختلفت الملابس من طبقة لأخرى حسب ظروف المعيشة ، فملابس عامة الشعب تصنع من
الكتان ، أما الأغنياء والفرعون فتصنع من الحرير المستورد من سوريا (فينيقيا )وتطرز
بالذهب والفضة أما للزينة فقد
استخدم المصريون العقود والأقراط والأساور
والعطور والأمشاط والحنة والكحل والخواتم.



المأكولات والمشروبات

- في بداية الأمر كان المصري يتناول طعامه علي الحصير ثم علي (الموائد المنخفضة ) ثم علي ( الموائد المرتفعة ) ذات المقاعد وقد عرف نظام الوجبات الثلاثة في اليوم و غسل الأيدي قبل وبعد الأكل - وقد منحت التربة السوداء الغنية، المتراكمة
خلال فترة الفيضان، المصريين ميزة زراعية؛ فكان باستطاعتهم زراعة محاصيل متنوعة من
الغلال والخضروات، بوفرة كبيرة. وأمد النهر المصريين بالأسماك والطيور البرية، بينما
استأنسوا هم الدواب من أجل الحصول على لحومها. ولم يحظ العامة بمثل ما حظي به
الموسرون من ألوان الطعام، ولكن كان لديهم ما يكفي من الغذاء. وكانت الوجبات في
العادة مصحوبة بمشروب من الجعة، ولكن الأثرياء تناولوا النبيذ مع الطعام. وكثيرا ما
كانت تقام الولائم، ومثل الطعام جانبا مهما في المهرجانات وغيرها من الاحتفالات. وكانت بعض الأطعمة تعد باستخدام فرن تغذيه النار من أسفله، بينما كانت بسطحه ثقوب
وانخفاضات دائرية مختلفة السمك والحجم؛ مما سمح للطعام بأن يطهى عند درجات حرارة
مختلفة - واعتبارا من عصر ما قبل الأسرات، فصاعدا، كان الخبز المصنوع من حبوب
الغلال هو الطعام الأساسي للمصريين. وكان الطحين (الدقيق) يخلط بالخميرة والملح
والتوابل والحليب؛ وأحيانا بالزبد والبيض. وكان الخليط يعجن باليدين، في أوعية
ضخمة. وكان الخبز في النهاية يسوى مثل القرص المحمرة في مقلاة، ثم كان يوضع فيما
بعد داخل قوالب بأشكال مختلفة؛ أو يشكل يدويا بالتبطيط: كملفوف دائري أو طويل، أو
في هيئة أشكال للأغراض الاحتفالية. وكانت الأرغفة السميكة تجوف أحيانا وتملأ بالفول
أو الخضروات. وكان الخبز المسطح يصنع بحواف لكي يحتوي على البيض أو غير ذلك من
أنواع الحشو. كما كان الخبز يحلى أيضا بالعسل والتمر والفاكهة. وبخلاف الخبز، تناول
قدماء المصريين في طعامهم الفول والحمص والعدس والبازلاء والخس المصري والكرات
والثوم والبصل. وكانت التمور هي أكثر أنواع الفواكه شعبية، وكانت غالبا ما تجفف؛
لتناولها فيما بعد أو تخمر، لكي تصنع منها الخمور. وكان الرمان والتين والعنب من
الفواكه الشائعة. ولقد أشير أيضا إلى البطيخ والبرقوق في نقوش مقابر الدولة
الحديثة، وربما أدخل الخوخ إلى مصر في العصر البطلمي.
- وكثيرا ما كان
الأثرياء يتناولون الطيور البرية؛ أما العامة فإنهم كانوا يتناولونها في المناسبات
الخاصة. ولم يكن قدماء المصريين يتناولون أنواعا معينة من الأسماك النيلية؛
لارتباطها بالمعبودات. وكانت الأسماك عادة ما تملح وتجفف في الشمس أو تشوى أو تسلق. وكان أفراد الطبقة العليا يتناولون اللحوم، بينما كان الفقراء يذبحون شاة أو ماعزافي المناسبات. وكان أهالي مصر السفلى يتناولون لحوم الخنزير أكثر من أهالي مصر
العليا؛ بسبب ارتباط هذه الدابة برب الشر "ست". وكان قدماء المصريين يتناولون أيضا
لحوم حيوانات القنص؛ مثل الأيل والظبي والوعل (التيس). وبدأ، في الأسرة التاسعة
عشرة، ظهور مناظر تصور عملية تصنيع منتجات الألبان: من الحليب والجبن
والزبد.
- واستخدم قدماء المصريين، في إعداد الطعام: الدهن من شحوم الدواب،
والزيت من بذور النباتات؛ مثل السمسم والخروع والفجل. واستخدم قدماء المصريين ملح
الطعام من واحة سيوه؛ بينما تجنبوا ملح البحر: لارتباطه برب الشر "ست". وأدخل
الفلفل إلى مصر في العصر البطلمي؛ كما استخدمت الأعشاب والتوابل التي منها: الينسون
والقرفة والكمون والشبت والشمر والحلبة والعترة والخردل
والزعتر.



الحيوانات

- وقد حظيت الحيوانات بأهمية كبيرة لدى قدماء المصريين. فخلافا
للحضارات القديمة الأخرى التي كانت لها معبوداتها الشبيهة بالبشر، فإن معظم
المعبودات في مصر القديمة كانت لها رءوس حيوانات. وكان من الممكن جدا أن يدفع فرد
حياته ثمنا لقتل حيوان مقدس
.


الرياضة والترفيه
لم تكن حياة المصريين القدماء كلها جد وكفاح بل لجئوا للترويح عن أنفسهم عن طريق استخدام وسائل التسلية مثل رياضة الصيد مثل صيد السمان والحمام والبط والأسماك والتماسيح والغزلان والأسود أستخدم فيها أدوات الصيد كعصا الرماية – الحربة – الشص (السنارة )- الشباك .
- كما استمتع قدماء المصريين بألعاب البراعة والحظ،

والتي كانت تحرك فيها قطع على لوحات بتصميم خاص. ومنها لعبة كانت تمارس منذ عصور ما
قبل الأسرات إلى الدولة القديمة، تسمى "محن"، وفيها ستة أسود وست مجموعات من
الكرات؛ وأخرى تسمى "كلاب الصيد وابن آوى" ويبدو أنها سباق بين فريق من خمسة كلاب
صيد وآخر من خمسة حيوانات ابن آوى؛ حول نخلة. ولا يعرف إلا القليل عن تلك
الألعاب.
- وكانت لعبة "سنت" من أكثر ألعاب التسلية شعبية؛ وهي التي سبقت لعبة
"السيجة أو الضاما"، وكانت تلعب على لوحة مقسمة إلى ثلاثة صفوف في عشرة مربعات. والهدف في اللعبة هو تحريك القطع حول مسار ثعباني (متعرج)؛ إلى النهاية. وكانت بعض
المربعات المميزة بعلامات؛ تعلن الحظ الطيب أو السيئ للاعب. وكانت لعبة الزهر مفضلة
في العصرين الروماني والبيزنطي


- وتصور مشاهد
المقابر والمعابد، من جميع الفترات في مصر القديمة، الراقصات والعازفات. وكانت
العروض الموسيقية ذات أهمية في عبادات الأرباب والملوك؛ واستخدم قدماء المصريين
مجموعة متنوعة من الآلات الموسيقية: من بينها الطبلة والمزمار والقيثارة والدف
والبوق. وكان الرقص يعتبر مهنة مشرفة بالنسبة للمرأة؛ وربما تطلب درجة عالية من
الحسن و الأنفة واللياقة، من أجل أداء الحركات الرشيقة المصورة على مناظر المعابد. وكان الرقص يؤدى في الجنائز والمهرجانات والولائم؛ وغير ذلك من المناسبات في الحياة
المصرية القديمة. وكانت للغناء أيضا شعبية كنوع من الترويح؛ وكوسيلة لإرضاء
الأرباب، كما يدل على ذلك لقب "منشدة آمون" الذي لقبت به النساء في طبقة الصفوة. ولم يعثر إلا على القليل من أشعار الأغاني في مصر القديمة: باستثناء بعض نصوص
لأغاني الحب من عصر الرعامسة؛ والتي عثر عليها في مقابر دير
المدينة.
- واستمتعت الأسرة المالكة، و كبار المسئولين، في مصر القديمة، بحضور
المنافسات الرياضية. وكانت الملاكمة والمصارعة والتحطيب، من أفضل لعب التنافس في
تلك المناسبات. ونظم قدماء المصريين كذلك نوعا مبكرا من الألعاب الأوليمبية؛ فيها
منافسات ألعاب الهوكي وكرة اليد والجمباز وألعاب القوى (الجري للمسافات الطويلة
والقفز العالي) وحمل الأثقال وسباق الخيل والسباحة والتجديف والرماية (للقوس
والرمح) وشد الحبل و المبارزة و رفع الأثقال و ألعاب تعتمد علي التفكير( الشطرنج ). وألعاب النساء مثل تقاذف الكرات

- وقام الأطفال بأداء ألعاب أقل تنظيما، منها: الاتزان(التوازن) والمصارعة وسباقات الجري واللعب بكرة مصنوعة من البردي.ولعبة العصا والطوق ولعبة إخفاء الوجه التي تشبه لعبة(عسكر وحرامية ) واستمتع الأطفال
باقتناء لعب، صنعت في العادة بأشكال حيوانات وبشر.
وأصبح المسرح، في العصر
اليوناني-الروماني، نوعا شعبيا شائعا من أنواع الترفيه. ولقد عثر على أجزاء من
مسرحيات في بقايا من أوراق البردي التي استخدمت في صناعة الكارتوناج لأغطية
المومياوات. وبقيت للمنافسات الرياضية، خلال ذلك العصر، أهميتها؛ فأسس بطليموس
الثاني مهرجانا يقام كل أربع سنوات تحت اسم "بطليميا": لمنافسة
الاوليمبياد







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق