الأحد، فبراير 28، 2010

اجابة على سؤال محرج : د. محمد عمارة


د. محمد عمارة | 08-02-2010 22:56
هناك سؤال، يبدو محرجًا ـ يوجهه الغربيون والمتغربون إلى الإسلاميين ـ وفيه يقولون:
ـ سلّمنا أن سبب الفتوحات الإسلامية هو إزالة إمبراطوريات الاستعمار والقهر الحضاري ـ الرومانية والفارسية ـ التي استعمرت الشرق وقهرته دينيًا وحضاريًا لأكثر من عشرة قرون ..
لكن .. ما سبب فتح المسلمين للأندلس ـ في شبه الجزيرة الأيبيرية ـ ولم تكن جزءًا من الشرق.. ولم يكن فيها رومان مستعمرون؟
!..
وللإجابة على هذا السؤال ـ الذي يبدو منطقيًا.. ومحرجًا.. ولتفسير الأسباب المنطقية والتاريخية التي وقفت وراء الفتح الإسلامي للأندلس.. لابد من فهم الصراع في صفوف النصرانية في القرون التي سبقت ظهور الإسلام..
فمنذ القرن الرابع قبل الميلاد احتدم الصراع بين أنصار عقيدة التثليث والصلب وتأليه المسيح.. وهي مسيحية بولس.. التي تبنتها الدولة الرومانية، ومجامعها الدينية ـ وبين النصرانية الموحدة.. التي تزعمها وأصبح عنوانًا عليها الأسقف السكندري "آريوس" (256 ـ 336م) ـ والتي تقول: "إن الله جوهر أزلي أحد، لم يلد ولم يولد، فكل ما سواه مخلوق، حتى "الكلمة" هو، كغيره من الكائنات، مخلوق من لا شيء، وليس من جوهر الله في شيء، فليس إذن هو الله، ولا من جوهر الله".
ومع الانتشار الواسع الذي حققته الآريوسية في الشرق ـ ورغم الاضطهاد الذي لاقته من المثلثة الرومان ـ الملكانيين ـ ومن المثلثة الشرقيين ـ اليعاقبة ـ بزعامة "إثناسيوس" (295 ـ 373م) ـ فلقوا منذ انتشار هذه النصرانية الموحدة ـ الآريوسية ـ إلى أوروبا..
ففي سنة 341م اختار الملك "أوزيت دي نيكوميدي" المبشر القوطي ـ الإسباني ـ "فولفيلا" ليكون مطرانًا للنصرانية الآريوسية.. ثم دخلت هذه النصرانية الآريوسية ـ الموحدة ـ إلى "إلّبري" على نهر الدانوب.. وكذلك اعتنقتها أغلبية الشعوب الجرمانية..
وفي شبه الجزيرة الأيبيرية ـ إسبانيا والبرتغال ـ انتصر الملك "أوريك" سنة 476 م للآريوسية، وقطع علاقاته بالإمبراطورية البيزنطية.. فانتشرت الآريوسية في شبه الجزيرة الأيبيرية، وتدينت بها جماهيرها..
وعندما ارتد الملك "ريكاريد" (586 ـ 601م) سنة 587م عن الآريوسية، ثار الآريوسيون ضده وضد المسيحية المثلثة.. واستمرت هذه الثورة ـ إكاتولونيا ونارجونيز ـ على امتداد قرن من الزمان!..
وعقب إحدى المجاعات، قام المسيحيون المثلثة بتنصيب الملك "رودريك" ملكًا على شبه الجزيرة الأيبيرية ـ التي تدين شعبها بالنصرانية الموحدة ـ وعندما غزا "رودريك" الأندلس ـ الجنوب.. اصطدم بالمطران "أوباسي" مطران إشبيلية ـ فثار شعب الأندلس الآريوسي ـ ضد الملك المثلث "رودريك"..
وإبان هذه الثورة الأندلسية الآريوسية، طلب السكان الموحدون المساعدة من الآريوسيين ـ المتحدين معهم في العقيدة النصرانية ـ وطلبوها كذلك من البربر ـ مسلمي الريف الغربي ـ على الضفة الجنوبية من البحر المتوسط ـ وهنا هب المسلمون ـ بقيادة طارق بن زياد سنة 711م لنجدة النصارى الموحدين بالأندلس.. وأثناء معركة "غوادليت" ـ قرب قادس ـ انضم مطران إشبيلية "أوباس" إلى الجيش المسلم.. وكذلك فعل أسقف "توليدون" "سانديريد"..
وبهزيمة الملك المثلث "رودريك" ثبت المسلمون أركان الحرية الدينية في الأندلس، وتركوا الناس وما يدينون، فعاشت النصرانية الموحدة مع التوحيد الإسلامي ـ في ظلال الحضارة الإسلامية الأندلسية نحوًا من ثمانية قرون.
ثم جاءت نهاية هذه الحضارة على يد الكاثوليكية المثلثة، بقيادة فرديناندو إيزلبيلا، عندما سقطت غرناطة سنة 1492م.. فسحق التوحيد ـ الإسلامي والنصراني.. واليهودي كذلك ـ في تلك البلاد ـ التي استدعى أهلها المسلمين الموحدين لنصرتهم على أهل التثليث..

السبت، فبراير 27، 2010

صور من احتفالات مهرجان الليمون في جنوب فرنسا

مجموعة سعودي كوم

صور من احتفالات الكرنفال في فرنسا

لأصدقائكم كي يستمتعوا بمشاهدة كل ما هو جديد الصور

------------------------------------------------- مجموعة سعودي كوم

الحركة الإسلامية والدولة المصرية.. هل من أمل للقاء؟

كتب: سمير العركي

10/03/1431 الموافق 23/02/2010

جاءتْ الاعتقالاتُ الأخيرة التي شنتها الدولة المصرية ضد حركة الإخوان المسلمين لتزيد الصورة قتامه وتؤكد الانطباع السائد أن الالتقاء بين الحركة الإسلامية والدولة المصرية هو أمر دونه خرط القتاد!!!!
فعلى إثر انتخاب المرشد العام الجديد للجماعة د.محمد بديع شنَّت أجهزة الأمن المصرية حملةَ اعتقالات واسعة في صفوف الجماعة اتَّسمت بنوعيتها، والتي طالت أربعةً من مكتب الإرشاد منهم النائب الأول للمرشد العام ود.عصام العريان مسئول القسم السياسي في الجماعة وآخرون وصل عددهم في اليوم الأول للحملة إلى أربعة عشر معتقلًا تم تقديمُهم جميعًا إلى نيابة أمن الدولة المصرية.
ردود فعل الجماعة
وفي ردّ فعل على الحملة اعتبر عبد المنعم عبد المقصود محامي الجماعة لموقع "إخوان أون لاين" أنها المرة الأولى التي يُستهدف فيها أربعة من أعضاء مكتب الإرشاد في حملة واحدة، مشيرًا إلى أن هدف تلك الحملات على طول الخط هو الحدّ من حركة الجماعة وتقويض نشاطها وتواصلها مع أفراد المجتمع.
وعن ردّ فعل الجماعة على الاعتقالات قال الدكتور محمد مرسي: "ردّ فعلنا هو المزيد من العمل المتوازن والعمل الشعبي واستمرار حركة الجماعة، وذلك دون تهور أو تراجع" مضيفًا: "إن عمل الإخوان سلمي، ويهدف إلى الحفاظ على المجتمع، والنظام يخيّل لنفسه أننا خطر، إلا أن الإخوان لا يمثلون أي خطر على النظام أو الوطن، ولكن نمارس حقنا الدستوري في العمل العام".

وقد توالت ردود الأفعال على عملية الاعتقالات.. فمن جانبه أرجع الدكتور عمرو الشوبكي -الخبير في شئون الجماعات الإسلامية- أن تصريحات الجماعة بخوض انتخابات مجلسي الشعب والشورى القادمة، إلى جانب تصريحات الدكتور عصام العريان حول توسيع جبهة التحالف مع المعارضة كانت السبب في توجيه تلك الضربة التي وصفها الشوبكي بـ "الضربة التقليدية الوقائية" وإن جاءت مبكرًا بعض الوقت، نافيًا أن تكون الانتخابات الداخلية للإخوان هي السبب الرئيسي في تلك الحملة ،وقال الشوبكي: إن تصريحات الدكتور محمد بديع -المرشد الجديد للجماعة-كانت تشير للتهدئة ، إلا أن هذا الاتجاه لم يشفعْ للجماعة، وأُلقي القبض على أربعة عشر من كبار قيادات الجماعة.
وأكد الشوبكي أن الأمر يتطلب من قيادات الجماعة تحديد موقفها وأن تكون تيارًا سياسيًّا يمارس السياسية دون ارتباط بتنظيم الجماعة وتكوين برنامج سياسي مدني حقيقي.

من جانبه اعتبر الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية في تصريح له لموقع " إيلاف": "إن الرسالة من وراء الاعتقالات الأمنية لقيادات الجماعة واضحة ومتوقعة من جانب النظام الذي يريد توصيل رسالة إلى الإخوان مضمونها أن التنسيق مع القوى السياسية خط أحمر وغير مسموح به".
وعلى الطرف المقابل يحمل الأستاذ محمود سلطان ما أسماه "الإعلام الإخواني" مسئولية ما حدث معتبرًا أن العلاقة بين النظام والإخوان لم تصلْ إلى مرحلة السوداوية التي يستحيل معها الحوار فيقول في مقاله اليومي في جريدة "المصريون": "هل العلاقة بين النظام والإخوان سوداوية على نحو يحملنا على الاعتقاد باستحالة الحوار والتنسيق بينهما؟! لا شك في أن جزءًا من "الغيبوبة" التي أصابت القدرة على "الإحساس" بموضوعية الواقع، يتحمل مسئوليتها "الإعلام الإخواني" في صورته الأكثر تخلفًا وغباءً وعدوانية.. والذي شطر مصر إلى فسطاطين: إما مع الإخوان وإما مع الصهاينة والأمريكان".
بهذا المنطق "البوشي" ورّط الإعلام الإخواني الجماعة في مأزق الانغلاق على الذات والقطيعة مع المجتمع السياسي الذي "يختلف" مع الإخوان في أمور و"يتفق" معها في أمور أخرى.. ويدخل معها أحيانًا كثيرة في سجال وتجاذبات يتعاطى معها الإعلام الإخواني باعتبارها "مؤامرةً" على الإسلام وتنفيذًا لأجندة الصهاينة".
واعتبر سلطان أن القيادة السياسية للإخوان تساهلت في التعامل مع هذا المنطق الإعلامي الإخواني: "ربما لانشغالها بما تعتقد بأن له الأولوية عنه، أو ربما لتصورها بأن ضعف إعلامها يحميه من التصيد الأمني له ولها.. غيرَ مدركةٍ بأن هذا الأداء العدواني لإعلامها، ورطها في صدام حقيقي مع قوى وطنية ورسمية كانت في غِنًى عنه، ووسط بيئة علمانية وأمنية شديدة التطرف في مواقفها من الجماعة.
والأمثلة على ذلك كثيرة كان أكثرها "غباوةً" اتهامه للأستاذ مكرم محمد أحمد بأنه تلقى تمويلًا إسرائيليًّا لحملته الانتخابية الأخيرة على مقعد نقيب الصحفيين!".
تحديات مشتركة
على الرغم من نقاط الاختلاف التي قد تبدو للوهلة الأولى بين الطرفين إلا أن التحديات التي تواجه الدولةَ المصرية تحتِّم على الطرفين البحث عن نقاط للالتقاء، مما يتيح العمل المشترك من أجل مواجهة التحديات المتنامية والتي نذكر منها:

- تنامي التحرش الطائفي، والذي يقوده غلاة الأقباط والعلمانيين (من المسلمين) في الداخل إضافةً إلى أقباط المهجر في الخارج، وقد استطاع هذا اللوبي المدعوم بالمال ووسائل الإعلام أن يجد له موطئ قدم على أرض الأحداث، ويومًا بعد الآخر تتسع مطالبُه، والتي تخطَّت المطالب القبطية المعتادة إلى محاولة تحجيم الكثرة الكاثرة من المسلمين، والتي تشكل حوالي 96% من إجمالي عدد سكان مصر، وبِتنا نسمع -دون خجلٍ أو حياء- مطالب تتحدث عن المادة الثانية من الدستور المصري والتي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، أو الحديث عن هوية الدولة المصرية ومحاولة طمس الهوية الإسلامية لها، والحديث عن الأذان وحصص التربية الدينية والحجاب.. إلى غير ذلك من المطالب التي كان يعدّ مجرد التفكير فيها خطًّا أحمر لا يستطيع أحد الاقتراب منه، ومثل هذه التحركات قد يستهين بها البعض اليوم، ولكن معظم النار من مستصغر الشرر.
- الخطر الإسرائيلي المتنامي، والذي يمثل في مجمله أكبر تحدٍّ تواجهه المنطقة، والذي يسعى وفق أجندة موضوعة إلى الانتهاء من تهويد القدس بل الدولة بأكملها ، وترحيل ما تبقى فيها من عرب فلسطين، والسعي الدءوب لهدم المسجد الأقصى والذء تظهر إرهاصاتُه جليًّة في الحفريات التي تتم على الدوام أسفل المسجد، واستباحته المتكررة من قِبل المتطرفين اليهود.
- سعي النخب العلمانية المتطرفة إلى تمييع الهوية الإسلامية لصالح أجندات عديدة تعمل في خدمتها ، وتظهر تلك الحملة جليَّةً في الهجوم الدائم على الشريعة الإسلامية والحجاب وكل ما تفوح منه رائحة الارتباط بالدين، ولا ننسى هنا حملة هذا اللوبي على حسن شحاتة مدرب المنتخب المصري لكرة القدم، والذي صرَّح بأن الالتزام بالدين والأخلاق هو أهم معاييره لاختيار اللاعبين.. هذه النُّخَب صارت عبئًا على مقتضيات الأمن القومي ذاته بتحالفاتها المشبوهة وتعاونها الخارجي الذي لا يخفى على أحد.
هذه التحديات وغيرها تشكِّل تحديًا مشتركًا للدولة المصرية والحركة الإسلامية تستوجب منهم أن يطوُوا صفحة الماضي حمايةً لثوابت لا يختلف عليها اثنان.
عقبات على طريق اللقاء
أما العقبة الأولى: فهي عقبة المواجهات المسلحة، ولقد تحملت الجماعة الإسلامية المسئولية الكبرى في التنظير والتنفيذ لهذه المواجهات، كما أنها تحمَّلَت المسئولية وحدها من أجل إنهائها فكرًا وسلوكًا، وبالرغم من أن جهدَهَا لم يأخذ حقه الكافي إلى الآن ولكنه استطاع أن يفتح الباب واسعًا أمام حركة واسعة من المراجعات المماثلة في مصر والعالم العربي.
ووجه الأنظار إلى إمكانية مراجعة النفس دون القضاء عليها وسحقِها أو الانزواء بها، بل وساهمت حركة المراجعات إلى انحسار العنف، اللهم بعض النتوءات التي تظهر هنا أو هناك ولا يمثِّل ظهورها عودة بالمجتمع إلى عنف التسعينيات.

وتأتى العقبة الثانية: والمتمثلة في المواجهات السياسية، والتي مثَّلت –كما قلت من قبلُ– حسمًا من رصيد الإخوان المسلمين الدعوي والتربوي، وساهمت المواجهات السياسية المحتدمة في تحويل جماعة الإخوان من حركة دعوية إلى ما يشبه الحزب السياسي، وللأسف فقد توقفت حركتها في منتصف الطريق، فلا هي استطاعت تكوين حزبها الذي ظلَّت عقودًا تناضل من أجله، ولا هي قامت بمهمتها الدعوية والإصلاحية وانسحبت تحت وطأة المواجهات المتتالية إلى فضاء التصريحات والفضائيات ومعترك السياسة ودروبها، وتركت المجتمع المصري نهبًا للأمراض الأخلاقية، فوصل إلى حالة من التردِّي غير مسبوقة ولم يلتفت إليه أحد.
فالجميع مشغولٌ بحساب المقاعد التي من المتوقع أن تحصل عليها الجماعة في الانتخابات البرلمانية القادمة!! إضافةً إلى الجَرْد الختامي لحساب انتخابات نقابة المحامين ومن الفائز فيها والخاسر!! وملف التوريث.. إلخ!!
في يونيو 2007 أطلق د. سليم العوا دعوة هامة –في حوار له مع إسلام أون لاين-لم تجدْ لها آذانًا صاغيةً، وتمَّ تجاهلُها عمدًا وقصدًا، واليوم أُعيد بعضًا منها، يقول فيها: "أنا أدعو جماعة الإخوان المسلمين إلى إعلان التوقف عن مباشرة الحقوق السياسية ترشيحًا وانتخابًا وتصويتًا، والتحول تمامًا عن العمل السياسي فيما يتعلق بممارسة السلطة أو الحصول على جزء من السلطة؛ إلى ممارسة العمل التوعوي والترشيدي، عن طريق إحياء روح النهضة في الجماهير، وإحياء روح مقاومة الظلم والاستبداد.
وليست مقاومةُ الظلم والاستبداد مقصورةً على أن ترشِّح نفسك لانتخابات مجلس الشعب ومجلس الشورى.. أنت إذا ربيت الناس، واشتغلت في محو الأمية، وفي تنظيف الشوارع وفي الرعاية الصحية، وفي الرعاية التربوية.. أنت بذلك تحيي الأمة من جديد!".
ويقول أيضًا: ثم إن الجماعة لا تستفيد شيئًا من العمل السياسي، فالإخوان لهم الآن 88 نائبًا في البرلمان، ماذا فعلنا بهم نحن كشعب مسلم؟! لم نستطعْ أن نحقق شيئًا، حتى إن اثنين منهم رفعت عنهم الحصانة مؤخرًا.. فهذا العمل السياسي قد أثبت في رأيي عدم جدواه، وتركت الجماعة في مقابل هذا العمل السياسي معظم نشاطاتها التربوية الأخرى، التي تنشئ الناس نشأة إسلامية صحيحة".
ونادى الرجل يومها بأعلى صوته قائلًا: "دعنا نجرِّب أن يخرج الصوت الإسلامي من قُمْقم العمل السياسي إلى فضاء العمل الثقافي والاجتماعي والتربوي، وسنرى ماذا ستكون النتيجة.. قد أكون مخطئًا.. لكن هذه دعوتي".
أما العقبة الثالثة: فهي إصرار الحركة الإسلامية على حشر نفسها في الأطر التنظيمية الصارمة، والأشكال المتوارثة للعمل الإسلامي، ولم تتجشم عناء البحث عن صيغ جديدة لوجودها تكون أكثر قبولًا من الدولة، وتوافقًا مع الظروف الراهنة.

فالدولة حسمت أمرَهَا ولم يعُدْ لديها سبيل لتواجد الحركة الإسلامية بشكلِهَا التنظيمى القديم الموازي لكيان الدولة والمناوئ له، وإصرار الحركة الإسلامية على أُطُرِها التنظيمية التقليدية لن يزيدها إلا رهَقًا، خاصة والسلطة الحاكمة تشعر أن هذه الكيانات تتحرك لإزالتها والقفز عليها.
فهل من الممكن أن تستدرك الحركةُ أخطاءَها؟ وهل من الممكن أن تعيد الدولة المصرية سياساتها تجاه الحركة الإسلامية؟
وبجملة القول.. هل من أملٍ لِلِقاءٍ يُرجَى بين الطرفين؟!!

 
المصدر: الإسلام اليوم

من يحمي المسيحيين العرب؟ دراسة هامة

هذا عنوان كتيب صغير ألفه مسيحي، هو الأستاذ فكتور سحاب، ونشر من قبل دار الوحدة ويقع في 152 صفحة من القطع الصغير، وقد اشتريته من مكتبة مدبولي أثناء معرض الكتاب في القاهرة قبل عدة سنوات، وكان هناك مجموعة من الكتب من مختلف الأحجام على طاولة كبيرة، ينادي عليها البائع بسعر جنيه واحد لكل كتاب!! مما يعتبر مؤشراً على قيمة العلم عندنا، وكان هذا الكتاب واحداً منها.

ورغم أن لدي قناعة بأن المسلمين هم أكثر شعوب الأرض تسامحاً، وبعداً عن إكراه الآخرين في الدخول في الإسلام كما شهد بذلك عدد كبير من المنصفين من المستشرقين مثل جوستاف لوبون، وأرلوند تونبي، وغيرهما، وكما شهدت بذلك أحداث التاريخ واستقراءات الواقع، فقد اشتريت الكتاب لأرى وجهة نظر شخص مسيحي حول هذا الموضوع.

ويأتي حديثي عن هذا الموضوع ضمن ما عرف مؤخراً (بالحوار بين أتباع الأديان)، فهذا الكتاب الذي كتبه مسيحي يثبت أن المسلمين لم يضطهدوا النصارى، وأن ما يقال عن العنف الإسلامي هو من قبيل مكافأة المذنب، وعقاب الضحية، ومن ناحية أخرى، لوحظ ظهور بعض حالات الصدام الطائفي في بعض البلدان مثل لبنان ومصر والعراق، وما أحداث استهداف مسيحيي البصرة منا ببعيد، والحقيقة أن الكاتب يرى أن المسيحيين العرب اضطهدوا ثلاث مرات في التاريخ لم يكن المسلمون طرفاً في أي منها، بل كان وجودهم رحمة وسلاماً وخلاصاً لهم.

كما أثبت ذلك المؤلف في مواقع عدة في كتابه، فالاضطهاد الأول كان (الاضطهاد البيزنطي) وكان في فترة سابقة للإسلام، وامتدت قرنين من الزمن على الأقل، حيث تبنت الدولة البيزنطية الدين المسيحي ديناً رسمياً، وأخذت تسعى إلى محاربة جميع الأديان الأخرى، وكان وراء تبني الدولة البيزنطية المسيحية، كما يرى الكاتب وغيره من الكتاب قديماً وحديثاً، دوافع سياسية غالبة على الدوافع الأخرى فأخذت تشكل المجتمعات التي تحت حكمها وفقاً للطبعة التي اخترعتها للدين الجديد ذي البعد السياسي الهادف إلى إيجاد صيغة مشتركة وتجانس ورباط بين جميع الشعوب الخاضعة لحكم بيزنطة، وأخذت تفرض هذا الاتجاه الرسمي على الشعوب، ولم يكن يشفع للمسيحيين العرب كما يرى المؤلف أنهم من أتباع الدين المسيحي، بل كانت بيزنطة ترغب في إخفاء كل المذاهب النصرانية التي تخالف المذهب الرسمي، وكان من يتبع مذهباً مخالفاً لمذهب الدولة يعتبر خارجاً عن الوحدة السياسية للدولة.

ويقول الكاتب في ص 12 (ولم يكن الخلاف لاهوتياً في حقيقته، أو فلنقل إنه لم يكن لاهوتياً في جميع وجوهه على الأقل، بل كان، إذا شئنا اجتناب التشخيص الجازم، لاهوتياً وسياسياً، واصطداماً بين بيئتين متنافرتين، حتى إن الإمبراطور كان يرغب في جعل الكنيسة على صورة الإمبراطورية ومثالها. ففي كل مقاطعة حاكم، وقائد عسكري.. ومطران.

أما المسيحيون العرب فكانوا بطبيعة الحال يسعون إلى أن تكون كنيستهم تعبيراً عن بيئتهم هم، فكانوا يعينون لكل قبيلة مطراناً، مثلما كان لكل قبيلة شيخها، وذلك مثال مبسط وبليغ الدلالة على مصدر الخلافات ومنبعها).

ويرى أن الخلاف نابع من الاختلاف بين رغبتين مختلفتين، رغبة الممانعة، ورغبة فرض السيطرة، وكانت الإمبراطورية قد تبنت مذهباً مسيحياً يسمى (خلقدونية)، بينما غالبية المسيحيين العرب يتبعون المذهب اليعقوبي، نسبة إلى يعقوب البرادعي مؤسس المذهب وصديق الملك الغساني اليعقوبي الحارث بن جبلة، وحول توزيع أتباع المذهبين في الشرق العربي قبل الإسلام يستشهد المؤلف بأقوال بعض المؤرخين من ذلك العصر، الذين أوردوا أن اليعاقبة في مصر في تلك الفترة كان عددهم ستة ملايين، بينما كان أتباع الخلقدونيين مائتي ألف معظمهم من الروم والإغريق في مدينة الإسكندرية وما حولها، وكان الوضع في سورية مشابها للوضع في مصر من حيث زيادة أعداد اليعاقبة، وكانت العلاقة بين الدولة التي تبنت المذهب الخلقدوني ذي العدد القليل من الأتباع، وبين المسيحيين العرب الذين ينتمي معظمهم إلى المذهب اليعقوبي تتراوح بين الملاينة، واستخدام العنف والقمع لإجبار الناس على اعتناق المذهب الرسمي للدولة، وكانت سياسة التصفية الجسدية منتشرة كما يقول المؤلف حيث تمت ملاحقة الرهبان إلى تخوم الصحارى السورية والمصرية، (وفي مجزرة بيزنطية واحدة، قتلت الدولة في مصر مائتي ألف قبطي من أنصار الطبيعة الواحدة (اليعاقبة) وعندما فتح العرب مصر كان الإكليروس القبطي مختبئاً برمته في الصحارى هربا من التصفية) ص 14.

ويواصل المؤلف حديثه في الصفحة نفسها وكأنه يصف شيئاً مما يجري اليوم في بعض البلدان الإسلامية، فيقول: (وفي هذا الإطار الدامي، حاولت الدولة البيزنطية أن تتكئ على قواها الذاتية بالطبع، لكنها سعت أيضاً إلى إنشاء متكآت محلية لها، وجعلت تزين للسريان الخلقدونيين أن عليهم خدمة أغراضها وأنها كفيلة بحمايتهم.

ونشبت في الواقع مذابح ترويها التواريخ الكنسية، ومنها مذبحة (رهبان دير مارون) في أفاميا (جوار مدينة حماة السورية)، التي ذهب ضحيتها مئات من الرهبان الخلقدونيين.. والواقع أن (رهبان دير مارون) وغيرهم إنما كانوا ضحية اضطهاد بيزنطة للمسيحيين السوريين والمصريين، وضحية محاولاتها استغلال أنصار المذهب الرسمي لمصلحتها السياسية، ولم يتوقف اضطهاد المسيحيين العرب إلا عند ظهور الإسلام على البلاد، وقيام معاوية على الحكم في ولاية الشام، قبيل إنشاء الخلافة الأموية)

ويشير المؤلف في نهاية حديثه عن الاضطهاد البيزنطي للمسيحيين العرب أن معاوية بن أبي سفيان أنصف الخلقدونيين من الجور الذي لحق بهم من اليعاقبة، ورد لهم أديرتهم وبيعهم التي استولى عليها اليعاقبة بالقوة، ومنع استيلاء أي طائفة على ممتلكات الطائفة الأخرى، وبذلك ساد السلام بين الطائفتين المسيحيتين، وبهذا يكون الإسلام قد قدم خدمة غير مباشرة للمسيحيين العرب، حيث حماهم من سطوة وتسلط الدولة البيزنطية من جهة، ونشر العدل بينهم، ومنع بعضهم من أن يعتدي على بعض وبذلك عم السلام والأمن بين الجميع.
أما الاضطهاد الثاني فقد سماه المؤلف اضطهاد الدولة الصليبية

وفي بداية حديثه عن هذا الاضطهاد يستشهد المؤلف بقول المطران العلامة (جورج خضر) الذي ذكر أن الكثرة الغالبة من سكان سورية الطبيعية (سورية ولبنان والأردن وفلسطين) ظلت تنتمي إلى الدين المسيحي طوال خمسة قرون من حكم الدولة العربية الإسلامية، وأن المسلمين أصبحوا هم الأكثرية بعد الحروب الصليبية، ويستشهد على صحة ذلك بتاريخ ابن عساكر، ويذكر أن المطران (خضر) ذكر أن المسيحيين شكلوا ثمانين في المائة من سكان سورية الطبيعية قبل الحروب الصليبية، ويقول بأن مؤرخي الفترة الصليبية يعرفون ذلك أفضل من غيرهم، ولكن كيف تحول الغالبية في الإسلام بسبب الحروب الصليبية؟

يجب المؤلف على هذا السؤال بقوله: (إن الغزو الصليبي الأوروبي، أوقع المسيحيين العرب في حرج شديد، ألطف ما يقال فيه إنه خيَّرهم بين الوقوف مع بني دينهم والوقوف مع بني قومهم، ويبدو أن المسيحيين العرب في معظمهم اختاروا الحل الثاني، فكان المسعى الصليبي وبالا على المسيحية العربية، من حيث ظن أو صور أنه دفاع عنهم) ص 16.

ويواصل الكاتب حديثه عن الذين بقوا على مسيحيتهم ويذكر أنهم لم يقفوا مع الدولة الصليبية، ويقول إن على ذلك شواهد (لا بد أن يحصيها علماء التاريخ في غير مرجع عربي وغير عربي)، ويقول بأن الدولة الصليبية استطاعت مع ذلك، أن تزين (مرة أخرى) لقلة من المسيحيين أن ينحازوا إلى صفها ويقاتلوا معها، ويروي بعض المؤرخين أن الجالية المارونية في قبرص إنما تنحدر من سلاسة عدد من المقاتلين الذين انسحبوا من الساحل السوري بعد انهزام الدولة الصليبية، فأقامهم الصليبيون هناك على حصون، ليشكلوا الخط الأمامي لحماية الخطوط الأوروبية الخلفية المتراجعة أمام هجمات الدولة الأيوبية ثم دولة المماليك) الصفحة نفسها.

ومن ناحية أخرى، يؤكد المؤلف أن الخونة لم يكونوا من المسيحيين فقط، بل كان هناك خونة بين المسلمين، ولكن الوبال كما يرى كان على المسيحية العربية وحدها.

ففيما ازداد عدد المسلمين بعد الحروب الصليبية تقلص عدد المسيحيين في سورية ليصبحوا قلة ضئيلة وكانوا الكثرة. لقد دخل المسيحيون في الإسلام كما يرى المؤلف ليقاتلوا الغزاة مع أبناء جلدتهم، وفي تصوري أن السبب الأرجح يكمن في قوة الإسلام المنطقية، وكونه امتداداً للرسالات السماوية السابقة في صورتها الأولى قبل، وكانت تلك الرغبة في التحول إلى الإسلام في حاجة إلى سبب مساعد ليعطي العذر لمن يريد الدخول في الإسلام من المسيحيين، وكانت الحروب الصليبية، وقبلها الاضطهاد البيزنطي من أبرز الأسباب التي دخل بسببها المسيحيون إلى الإسلام. وفي المقال القادم سوف نتحدث عن تجربة الاضطهاد الثالثة للمسيحيين العرب كما يراها مؤلف الكتاب.

أما تجربة الاضطهاد الثالثة للمسيحيين العرب

كما يراها مؤلف كتاب: (من يحمي المسيحيين العرب؟) الأستاذ فكتور سحاب فتتمثَّل في التجربة المعاصرة مع الاستعمار الغربي، ويقول المؤلف إن فكرة إيجاد وطن لليهود في فلسطين كانت في البدء اقتراحاً من نابليون بونابرت، ويستشهد على صحة قوله هذا بعدد من المؤرخين العرب، منهم حسن الخولي، وعبد الوهاب الكيالي، وخيرية قاسمية، ولكن لماذا يذهب نابليون إلى هذه الفكرة؟

يقول المؤلف: (نابليون لا يمكن اتهامه بأنه قد يقترح إنشاء دولة لأسباب دينية.. ولعل إلحاق اقتراحه إنشاء دولة اليهود في فلسطين بجملة مساعيه الإستراتيجية للسيطرة على المشرق العربي قبل بريطانيا أكثر إقناعاً من محاولة إلحاقه بالدوافع الدينية.. ويرى المؤلف أن التنافس والتقاتل بين الغرب على المنطقة العربية جاء قبل المذابح الطائفية في جبل لبنان بأكثر من نصف قرن، وعليه فلا يمكن أن يكون الوجود الغربي جاء لحماية المسيحيين من الاضطهاد، بل إن الوجود الغربي هو الذي أشعل التقاتل الطائفي الذي ارتبطت أحداثه بالامتيازات الأوروبية، حتى أمكن أوروبا أن تدق في جدار هذا البيت العربي مسمار جحا، حين أوحت أنها إنما جاءت إلى المنطقة وفككت السلطة العثمانية وجزأت المنطقة الموروثة، كل ذلك من أجل حماية المسيحيين العرب، ويتساءل المؤلف: من يدفع الثمن ومن يقطف الثمار؟ المسيحيون العرب أم ساسة الغرب؟، ويخلص إلى نتيجة مفادها أن القوى الغربية هي التي تستفيد وأن المسيحيين العرب هم الذين يدفعون الثمن عن طريق تنصيبهم وكلاء لحفظ مصالح الغرب، وأدوات لتحقيق أهدافه، ويقارن من ناحية أخرى بين هذا الوضع الذي تعرضوا فيه للاضطهاد وبين وضعهم في ظل الدولة الإسلامية،

وينقل قول باحث مسيحي هو الدكتور أدمون رباط عن نظام أهل الذمة بالحرف: (من الممكن، وبدون مبالغة، القول بأن الفكرة التي أدت إلى إنتاج هذه السياسة الإنسانية (الليبرالية) إذا جاز استعمال هذا الاصطلاح العصري، إنما كانت ابتكاراً عبقرياً، ذلك لأنه للمرة الأولى في التاريخ انطلقت دولة هي دينية في مبدئها، ودينية في سبب وجودها، ودينية في هدفها ألا وهو نشر الإسلام من طريق الجهاد بأشكاله المختلفة، من عسكرية ومثلية وتبشيرية، إلى الإقرار في الوقت ذاته بأن من حق الشعوب الخاضعة لسلطانهم أن تحافظ على معتقداتها وتقاليدها وتراث حياتها، وذلك في زمن كان يقضي المبدأ السائد فيه بإكراه الرعايا على اعتناق دين ملوكهم) (ص26).

ويعلق المؤلف على ذلك بقوله: (لا شك في أن المسيحيين المخضرمين، الذين عاصروا الفتح الإسلامي، هم أكثر من لمس الأمر بوضوح، إذ انتقلوا فجأة من سلطان دولة كانت تضطهدهم اضطهاداً وصفه بعض المؤرخين العصريين في أوروبا بأنه لا يُشبَّه حتى بأعمال البهائم.. إلى سلطان دولة حافظت لهم على أديارهم وبيعهم).

ويُذكر أن عمرو بن العاص عندما فتح الإسكندرية للمرة الثانية بعد أن تمكن البيزنطيون من استردادها لبعض الوقت، خالف السنن الإسلامية فوزع من بيت المال على الأقباط أموالاً طائلة، لتعويضهم عن العقوبات التي أنزلتها بهم الحكومة البيزنطية لمعاونتهم العرب في فتح مصر (ص27).

ورغم ذلك فإن الكاتب لا ينكر أن بعض التجاوزات قد حدثت من بعض الحكام المسلمين على حقوق المسيحيين وبخاصة في جانب الإتاوات والجزية، ويستنتج في نهاية هذا الجزء من الحديث عن النصارى تحت حكم المسلمين أن (هذا يعني أن دولة الإسلام كانت حليفاً طبيعياً للنصارى العرب، ما داموا في صفها السياسي، لا في صف الدول العدوة.. ولا حاجة إذن بالمسيحيين العرب إلى الغرب، بل إن الغرب هو الذي توسل إلى مصالحه بحماية المسيحيين العرب، وجعلهم في كثير من الأحيان يدفعون من دمهم ثمن تحويلهم إلى ترس يختبىء من ورائه، حدث ذلك كلما كانت تقوم للغرب دولة في منطقتنا: الحقبة البيزنطية، والحقبة الصليبية والحقبة الحالية، فمن يحمي النصارى العرب من (الحماية الغربية) التي كانت وبالاً عليهم عبر العصور؟) ص (34 - 35).

ويواصل الباحث حديثه عن العلاقة بين الدولة والدين، وعن الإسلام الدين والإسلام الحضارة، ويقول بأن المسيحيين قد شاركوا في الإسلام الحضارة في مواقف وحقول كثيرة للمعرفة والعلم، كما شاركوهم لغتهم وأذواقهم ووجدانهم الاجتماعي، ويربط ذلك كله بالحالة في لبنان وما جرى ويجري فيه من صراع طائفي، ويصل إلى نتيجة يقول فيها: (وأثبت التاريخ للمسيحيين العرب أن الغرب يسوقهم إلى الهلاك، وأن التعريب أكثر مدعاة إلى اطمئنانهم إلى مصيرهم) ص51.

إن إشعال الفتن بين الطوائف والدول وتجزئة المنطقة وتفتيتها هي هدف وسياسة غربية قديمة، وقد أثبت ذلك المستشرق اليهودي المتصهين برنارد لويس في كتابه: (الشرق الأوسط والغرب) عندما قال كما نقل عنه المؤلف (إن التغريب في المنطقة العربية، أدى إلى تفكيكها وتجزئتها، وأن هذا التفكيك السياسي واكبه تفكيك اجتماعي وثقافي، والواقع أن إلحاق المنطقة العربية بالغرب لم يكن ممكناً إلا من طريق تفكيكها وتجزئتها، ولو أعطيت لأي سياسي في العالم، مسألة يسألونه فيها أن يسعى إلى إلحاق المنطقة العربية بالغرب، لما اختار غير الأسلوب الذي اختاره الغرب فعلاً، وهو تفكيك المنطقة بالفتن الطائفية، والتفتيت الاجتماعي والثقافي، وافتعال الخصومات و الفروقات ، وتوسيع مواطن الاختلاف والمبالغة في إبرازها، وليس من شك في أن من يسعى إلى هذا، يحزنه مشهد السلام بين الطوائف، ويسعده اندلاع التقاتل بينها، ولعل من يستبعد دور الغرب في إشعال فتيل هذا التقاتل، هو واحد من اثنين خادع أو مخدوع) (ص56).

هذا كلام مستشرق من أبرز المعادين للعروبة والإسلام، وليس كلام خبير عربي غيور على أمته ودينه وثقافته، إن هذا يفسر لنا التدخلات المختلفة في قضية لبنان خلال الثلاثين سنة الماضية، والتدخلات في العراق، وفي مصر، وفي السودان، وفي كثير من الأقطار العربية.. وما أورده الكاتب هنا من أن الإسلام في صورته المشرقة، ومن خلال تاريخه المطبق يحمي النصارى، ولو لم يكن الإسلام عادلاً مع تعامله مع رعاياه لما بقي نصارى في مصر والعراق والشام، ولتم محوهم كما مُحي الإسلام من الأندلس بعد ثمانية قرون من البقاء هناك، إن هذه الشهادة التي قدمها رجل مسيحي عن عدل الإسلام وإنصافه للنصارى الذين عاشوا تحت ظله، ومثل ذلك يُقال عن اليهود يُعتبر أكبر دليل على أن الإسلام دين سلام وحوار، وإخاء في الأوطان، ولقد جاءت كثير من الآيات في القرآن تؤيد هذا المعنى وتدعمه، قال تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ}.. وقال تعالى {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}.. وقال في آية ثالثة: { وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}.

ويجب على المسلمين والعرب التنبه لسياسات التفرقة والتشتيت، وإحداث الفتن بين الطوائف والدول والجماعات، وأن يتمثَّلوا الإسلام في حياتهم وفي معاملاتهم بينهم ومع غيرهم، وأن يكونوا قدوة كما كان الصحابة رضوان الله عليهم قدوة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المرصد الاسلامي لمقاومة التنصير

ماهي متلازمة داون؟

يتكون جسم الإنسان من ملايين الخلايا، وتحوي كل خلية على 46 صبغي (كروموسوم)، نصفها من الأم والنصف الآخر من الأب.
تحدد هذه المورثات الصفات الوراثية للإنسان من لون الجلد، ولون الشعر، وطول القامة... أما الاشخاص المصابون بمتلازمة داون فتحوي خلاياهم 47 صبغيآ بدلا من 46 . والسبب في أغلب الحالات هو عدم فك الارتباط في المورث رقم 21 أثناء الانقسام الاختزالي في البويضة أو الحيوان المنوي.
متلازمة داون هو اضطراب خلقي ينتج عن وجود كروموسوم زائد في خلايا الجسم (تثلث الصبغي رقم 21)
وتعتبر متلازمة داون واحدة من الظواهر الناتجة عن عن خلل في الصبغيات أو المورثات
وهو يسبب درجات متفاوتة من الإعاقة العقلية و الاختلالات الجسدية
وتصيب متلازمة داون واحدا من كل 800 طفل، على الرغم من أن أكثر من نصف الحمول المصابة بتثليث صبغي 21 لا تستمر (تجهضن)
نظرا لأن احتمال إنجاب طفل مصاب بهذه المتلازمة يزداد كلما تقدم سن الأم، فإن الباحثين يعتقدون أن العيب يقع في البويضة (من الأم) أكثر مما يقع في الحيوان المنوي (من الأب)، وهذا مما يدل على أهمية عدم تأخير سن الزواج والإنجاب خاصة بالنسبة للمرأة.
يمكن باستخدام الفصد الأمنيوسي أو اخذ عينة من الخملات المشيمية الكشف عن متلازمة داون في الجنين

أنواع متلازمة داون :
هناك ثلاثة انواع لمتلازمة داون ، وهي :
- التثلث الحادي والعشرون : وهنا يتكرر الصبغي 21 ثلاث مرات بدلآ من مرتين في كل خلية جاعلآ عدد الصبغيات 47 بدلآ من 56 صبغي، وهذا هو النوع الغالب ، فيكون حوالي 95% من حالات متلازمة داون
- الانتقال الصبغي : وهنا ينفصل الصبغي رقم 21 ويلتصق بصبغي آخر، ويكون هذا النوع 4% من حالات متلازمة داون
- النوع الفسيفسائي : وفي هذا النوع الذي يشكل 1% من حالا متلازمة داون ، يوجد نوعان من الخلايا في جسم الشخص المصاب، فبعضها تحوي العدد الطبيعي من الصبغيات أي 46 ، وبعضها الآخر يحوي 47 صبغيآ
معدل حدوث متلازمة داون :
يمكن حدوث متلازمة داون لأطفال لأمهات في مختلف الأعمار ، لكن إحتمال الإصابة يزداد مع تقدم عمر الأم، فمثلآ درجة خطورة تثلث الصبغي 21 في المواليد الأحياء تكون 1 في 900 للأمهات في عمر 30 سنة، بينما تزيد هي 1 في 40 عندما يصبح عمر الأم الرابعة والأربعون
ويزيد إحتمال تكرار حدوث متلازمة داون بعد إصابة طفل واحد بمعدل 1%، أما بالنسبة للأمهات اللاتي تزيد أعمارهن عن 35 سنة فإن إحتمال تكرر الإصابة يبلغ أربعة أضعاف ، وسيصاب نصفهم بـ متلازمة داون، والنصف الآخر باختلالات صبغية أخرى
أما متلازمة داون الناتجة عن انتقال الصبغي رقم 21 ، فإنه في أقل من نصف الحالات يكون أحد الأبوين حاملآ لنفس الإنتقال في خلاياه لكن يكون الإنتقال موزونآ، وإحتمال الاصابة للأبناء يكون 10% عندما تكون الأم هي الحاملة للانتقال، ويكون إحتمال الإصابة 2.5% عندما يكون الأب هو الحامل للإنتقال الصبغي.
أما إذا كان كلا الوالدين سليمين فإن إحتمال حدوث الحالة يكون أقل من 1%
الأعراض :
تشمل الاعراض الجسمانية المميزة :
- صغر حجم الرأس
- قصر القامة
- دقة ملامح الوجه
- العين منحرفة للأعلى
- الانف صغير ومسطح
- راحة الكف تحوي خطأ واحدآ في الغالب
- ضخامة حجم اللسان وبروزه
- تسطّح الرأس من الخلف
- غالبآ ما تكون اليدان قصيرتان وعريضتان
- ضعف في العضلات
تتفاوت الإعاقة الذهنية كثيرآ من الإعاقة الشديدة إلى التخلف الشديد
ومن الناحية العاطفية، يتصف الاطفال المصابون بمتلازمة داون غالبآ بـ:
- خفة الروح
- رقة الإحساس العاطفي
وكثيرآ ما توجد تشوهات أخرى ومنها :
- في القلب
- في المعدة والامعاء مثل التضيق المعوي
- في السمع
- في خلقية في العمود الفقري العنقي
خيارات العلاج :
يتم تشخيص متلازمة داون عادة عند الولادة عن طريق الملامح الجسدية المميزة للطفل، ويتم التأكد بعدها باختبار الدم ( تحليل الكر وموسومات )
ويوصي الطبيب بعمل برنامج دعمي لك ولطفلك لتتعلمي كيف يمكن تعظيم قدرات طفلك
فالأطفال المصابون بـ متلازمة داون يمكنهم بالفعل الإفادة بأكبر قدر ممكن من قدراتهم، وكثيرون منهم يتعلمون القراءة ويمكنهم أن يعيشوا حياة مستقلة عن طريق التعليم المستمر والدعم المباشر.
ويمكن لكثير من الأسر أن تنتفع بالاشتراك في إحدى جماعات الدعم .
لا يوجد في الوقت الحالي علاج للأشخاص المصابين بـ متلازمة داون ، وذلك بسبب عدم القدرة على تغيير الصبغة الوراثية، لكن يمكن التخفيف من المشكلات التي يتعرض لها، ويكون ذلك بعدة طرق منها :
- توفير الرعاية الصحية الجيدة للطفل المصاب بـ متلازمة داون ، ذلك لاكتشاف الامراض التي يتعرض لها فور حدوثها ، ومحاولة الحد من إصابته بالعدوى المتكررة، مثلا بإعطائه التطعيمات المهمة
- التعليم و التدريب : يعلم الطفل في مدارس خاصة إذا كانت درجة الاعاقة كبيرة ، كما يمكن له الاندماج في المدارس العادية إذا كان مستواه الذهني في حدود المتوسط
- إعادة التأهيل للأطفال الذين لم ينالوا الرعاية الكافية منذ البداية
- التمارين الرياضية لتقوية عضلاتهم وتحسين معنوياتهم، بالإضافة لأنواع مختلفة من العلاج الطبيعي و العلاج المهني
- مساندة الوالدين قدر الإمكان، ولا بد أن تبدأ هذه المساندة منذ لحظة التشخيص، فمن المهم جدا مساعدة الوالدين على فهم حقيقة الموقف ومساعدتهم على تحمل الصدمة ، ويفيد في ذلك التذكير بالله ، واحتساب الأجر عنده، كما أن التحدث مع أمهات أطفال لديهم نفس المشكلة يفيد كثيرا في تقبل الموقف وامتصاص المشاعر المؤلمة
- توفير فرص العمل للبالغين المصابين بـ متلازمة داون ، ويمكنهم العمل في أعمال مختلفة بعد التدريب
- ينصح بإجراء الفحص الصبغي لوالدي الطفل المصاب بالانتقال الصبغي لتحديد الناقل ، وبالتالي فحص الخمول في المستقبل

منظمة الدول العربية المصدرة للنفط (أوابك) (OAPEC)

هي منظمة غير حكومبة تهدف إلى تعمق التعاون الاقتصادي بين أعضائها في مجال النفط .

فكرة إنشائها :
أولت الجامعة العربية منذ نشأتها اهتماماً خاصاً بشؤون البترول ، فلم تغب عن أذهان المسئولين العرب فكرة إنشاء منظمة عربية للبترول ، تعنى بالتنسيق بين السياسات البترولية العربية ، فألّفت لجنة خبراء البترول العرب عام 1951، ثم أنشأت مكتب للبترول في هيكلها التنظيمي عام 1954، وتطور هذا المكتب ليصبح إدارة من إدارات الجامعة العربية عام 1959. وتبلورت فكرة إنشاء المنظمة في أواسط الستينيات من القرن العشرين ، عندما تقدمت مصر في أغسطس 1964 إلى لجنة خبراء البترول العرب التابع لجامعة الدول العربية باقتراح لإنشاء منظمة عربية للبترول تعمل على تنسيق السياسات العربية البترولية ، ثم عادت وطرحت الفكرة مرة أخرى في مؤتمر البترول العربي الخامس الذي أوصى بعمل التدابير اللازمة لإقامة مثل هذه المنظمة في إطار جامعة الدول العربية , ومن ثم تقديم مشروع لإنشاء منظمة عربية للبترول تضم كافة الدول العربية المصدرة للبترول ، غير أن هذا المشروع لم يُكتب له النجاح لاندلاع الحرب العربية ـ الإسرائيلية في يونيه 1967.

النشأة :
في أعقاب مؤتمر القمة العربي الذي عُقد في 29 أغسطس 1967 بالخرطوم ، أنشئت منظمة الدول العربية المصدرة للبترول "أوابك" ، باتفاقية أُبرمت في 9 يناير 1968 ببيروت بين كل من: دولة الكويت ، و المملكة العربية السعودية ، و المملكة الليبية آنذاك.
وتم الاتفاق فيما بين هذه الدول على أن تكون دولة الكويت مقراً للمنظمة.
ثم عُدلت الاتفاقية المنشئة للمنظمة ؛ كي يُفسح المجال أمام دول عربية أخرى للانضمام إلى عضويتها ، ليرتفع عدد الأعضاء من ثلاث دول ليصبحوا عشر دول.

الأهداف :
يُعدّ إنشاء منظمة الدول العربية المصدرة للبترول إنجازاً مهماً ، نظراً لحاجة الدول العربية المنتجة للبترول لآلية تعمق التعاون فيما بينها في المجال الاقتصادي وتكون متخصصة في شؤون البترول ، بوصف أن إيرادات البترول تعد من أهم مصادر الدخل القومي للدول الأعضاء في المنظمة.
والهدف الرئيسي للمنظمة هو تعاون الأعضاء في مختلف أوجه النشاط الاقتصادي في صناعة البترول ، وتوثيق العلاقات فيما بينهم ، وتوحيد الجهود لتأمين وصول البترول إلى أسواق استهلاكه بشروط عادلة ، وتوفير الظروف الملائمة لرأس المال والخبرة للمستثمرين في صناعة البترول في الدول الأعضاء.
وتسهم المنظمة بدور مهم في تنمية وتطوير الصناعات البترولية العربية في جميع مجالاتها ، وفي تبادل المعلومات والخبرات ، كما كان لها دور كبير في إرساء العلاقات بين الدول المنتجة للبترول والمستهلكة له.
وتقوم المنظمة بتدعيم البحث العلمي في مجالي البترول والغاز ، من خلال المؤتمرات والندوات واللقاءات التي تعقدها ، إضافة لإصداراتها المختلفة.
وللمنظمة أنشطة علمية مهمة على المستويات العربية والإقليمية والدولية. فعلى المستوى العربي تشرف المنظمة بالتعاون مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي على مؤتمر الطاقة العربي ، وذلك بالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين , وهو مؤتمر يعمل على إيجاد إطار مؤسسي للأفكار والتصورات العربية بشأن قضايا البترول والطاقة ، ويُعقد كل أربع سنوات، وقد عُقدت سبع دورات لهذا المؤتمر ، كان آخرها بالقاهرة إلى 14 مايو 2002.

أوبك و أوابك :
هناك علاقة تربط بين المنظمة وبين منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) ، على الرغم من وجود فارق كبير بين أهداف كل منهما.
تأتي هذه العلاقة لوجود سبعة أعضاء من منظمة (أوابك) أعضاءً في منظمة (أوبك) ، إضافة إلى مصر التي تشارك في اجتماعات منظمة (أوبك) كمراقب.
وقد شهدت صناعة البترول في دول المنظمة تطورات متلاحقة في مختلف المجالات ، الأمر الذي ساهم في تدعيم مكانة المنظمة وتفعيل دورها في سوق البترول العالمي , ففي عام 2000 بلغت الاحيتاطيات المؤكدة من الزيت الخام في دول المنظمة أكثر من 633 مليار برميل ، وهذا يمثل أكثر من 61% من الاحتياطي العالمي ، كما بلغت احيتاطياتها من الغاز الطبيعي أكثر من 35 تريليون متر مكعب ، وهو يشكل أكثر من 22% من الاحتياطي العالمي من الغاز الطبيعي.

الدول الأعضاء :
الكويت 1968
السعودية 1968
ليبيا 1968
الجزائر 1970
البحرين 1970
قطر 1970
الإمارات العربية المتحدة 1970
العراق 1972
سوريا 1972
مصر 1973.

خريطة أعضاء أوابك مع تبيين حالة كل منها :

__________________

معاني أسماء الأشهر والأيام

الشهر هو الزمن أو الوقت الذي يستغرقه القمر للدوران دورة كاملة حول الأرض، ولهذا أسمته العرب شهراً لأنه يشهر بالقمر. ويتراوح عدد أيام الشهور بين 28 يوم (29 يوم في السنة الكبيسة) و31 يوم. أما مصدر كلمة أسبوع فهو الرقم سبعة وهو عدد أيامه.
الأشهر الرومانية (التقويم الجريجوري)
ويلاحظ أن أسماء الأشهر في كل لغات غرب أوروبا تعود إلى أصلها الروماني، وهي باللغة الإنكليزية على النحو التالي :
January (يناير): من الكلمة اللاتينية Januarius ويحمل هذا الشهر اسم الإله الروماني جانوس Janus ، وهو إله الشمس، وكان يمثل حارس أبواب السماء كما يمثل إله الحرب والسلم، وقيل إنه إله البدايات والنهايات.
February (فبراير): اسم من اللغة الفرنسية القديمة عن اللفظ اللاتيني Februalia وهو وقت خاص للكفارة عن الذنوب وللتطهير.
Mars ( مارس): اسم من اللغة الفرنسية القديمة عن اللفظ اللاتيني Martiuis ويعني شهر Month، أما مارس Mars فهو إله الحرب عند الرومان، وهو حاميهم وناصرهم.
April ( أبريل): الاسم من الكلمة اللاتينية aperire وتعني (يتفتح)، ويعني اسم الآلهة التي تتولى فتح أبواب السماء لتسطع أشعة الشمس بعد غيابها في فصل الشتاء.
May (مايو): كلمة من الفرنسية القديمة عن الكلمة اللاتينية Maius ويعني شهر الإله مايا Maia ، وهي آلهة الخصب الرومانية.
June (يونيو ): كلمة من الفرنسية القديمة واللاتينية وهي Junius وبقصد بها الإله جونو أو يونو وهي آلهة القمر، وزوجة المشتري في الأساطير الرومانية.
July (يوليو): كلمة من اللغات الانجلو ـ فرنسية عن الكلمة اللاتينية Julius وهي اسم يوليوس قيصر (100 ـ 44 ق.م) وكان هذا الشهر يدعى Quintils أي الشهر الخامس، وذلك قبل إضافة يناير وفبراير.
August (أغسطس) أصل هذه الكلمة في اللغة الإنكليزية القديمة كلمة Augustus وهي اسم الإمبراطور جابوس أو كتافيوس (63 ق. م ـ 14م) ولقبه أغسطس بعد انتصاره على أنطونيو عام 31 ق. م، وكان اسم الشهر Sextillis أي الشهر السادس .
September ( سبتمبر): مصدر الاسم هو اللفظ اللاتيني septem ويعني الرقم سبعة حيث كان ترتيب هذا الشهر هو السابع في التقويم الروماني.
October (أكتوبر): مصدر الاسم هو اللفظ اللاتيني octo ويعني الرقم ثمانية حيث كان ترتيب هذا الشهر هو الثامن في الترتيب الروماني.
November ( نوفمبر): مصدر الاسم هو اللفظ اللاتيني novem ويعني الرقم تسعة حيث كان ترتيب هذا الشهر هو التاسع في التقويم الروماني.
December (ديسمبر): مصدر الاسم هو اللفظ اللاتيني decem ويعني الرقم عشرة حيث كان ترتيب هذا الشهر هو العاشر في التقويم الروماني.
الأشهر السريانية
تعود تسمية الأشهر السريانية إلى عام 312م. وتنسب إلى السريان وهم أقوام عاشوا في بعض مناطق الشرق الأوسط منذ عهد قديم وهي على النحو التالي:
كانون الثاني والأول (يناير وديسمبر): يرى البعض أن اسم كانون مشتق من الثبات والاستقرار، وقصد به ظواهر فصل الشتاء، ويرى البعض الآخر انه من الاستقرار في البيت بسبب توقف العمل بالزراعة حيث تحول العوامل الجوية دون ذلك وقيل أن كانون كلمة يابانية تعني الشتاء. وقيل: إنها تعني موقد النار.
شباط (فبراير): يعود معناه إلى كلمات تشير إلى الضرب والجلد، وقيل إنها بابلية الأصل، وسبب التسمية هو شدة البرد والرياح في هذا الوقت من السنة.
نيسان (أبريل): الكلمة من اصل بابلي هو نيسانو، ويعني البدء والتحرك، أو الشروع بالشيء، وكان هذا الشهر بداية السنة الدينية عند البابليين.
أيار (مايو): الكلمة بابلية الأصل، وقد تعني الضياء أو النور، أو من كلمة بابلية أخرى تعني الزهر وهو زهر فصل الربيع.
حزيران (يونيو): لفظ سرياني بعني الحنطة أي القمح لوقوع موسم حصاده فيه.
تموز (يوليو): اللفظ بابلي عن لفظ سومري يعني ابن الحياة وقصد به إله عبده السومريون والاكاديون، وكان هذا الشهر مكرسا له وهو إله يموت ويعود.
آب (أغسطس): الكلمة من اصل بابلي يعني العداء بسبب شدة الحر، وكان الشهر مكرسا لآلهة النار. وقد تكون سريانية بمعنى غلال ومواسم أو ثمر ناضج ويحتمل أن يكون الاسم من كلمة أب العربية التي تعني النبات والكلأ.
أيلول (سبتمبر): الكلمة بابلية الأصل يقابلها في العربية (ول) بمعنى الصراخ والعويل، وتقام في هذا الشهر المناحة (النواح) على الإله تموز.
تشرين الأول والثاني (أكتوبر ونوفمبر): من الكلمات السريانية (تشري قديم) و (تشري حراي) أي السابق واللاحق، ويعني بالعربية البدء.
الأشهر العربية
يقال أن أسماء الأشهر العربية وضعت في مطلع القرن الخامس الميلادي. أما معانيها فهي كما يلي:
محرم:
هو أول الأشهر العربية. وسمي بهذا الاسم لأنه أحد الأشهر الحرم التي حرم القتال فيها.
صفر: قيل أن ديار العرب كانت تصفر أي تخلو من أهلها للحرب. وقيل لأن العرب كانت تُغير فيه على بلاد يقال لها الصفرية. وقيل لترك العرب أعداءهم صفراً من الأمتعة، وقيل لاصفرار مكة من أهلها ..
ربيع الأول وربيع الآخر: سميا بهذا الاسم في فصل الربيع وظهور العشب .
جمادى الأولى: جميع الأشهر العربية مذكرة إلا جمادى الأولى والآخرة. وكان جمادى الأولى يسمى قبل الإسلام باسم جمادى خمسة، وسمي جمادى لوقوعه في الشتاء وقت التسمية حيث جمد الماء.
جمادى الآخرة: كان يسمى قبل الإسلام باسم جمادى ستة أما اسمه الحالي فكما ورد سابقا.
رجب: كان العرب في الجاهلية يعظمون هذا الشهر بترك القتال، ولا يستحلونه فيه. واسمه من رجب الشيء أي هابه وعظمه وقيل رجب أي توقف عن القتال.
شعبان: تشعبت القبائل في هذا الشهر ـ وقت التسمية ـ للإغارة بعد قعودها عنها في رجب. وقيل يتفرق الناس فيه ويتشعبون طلبا للماء .
رمضان: كان يسمى قديما (ناتق) ولما غير الاسم وافق زمن الحر والرمض، والرمضاء هي شدة الحر، ويقال رمضت الحجارة إذا سخنت بتأثير أشعة الشمس .
شوال: قيل إن الإبل كانت تشول بأذنابها أي ترفعها وقت التسمية طلبا للإخصاب وقيل لتشويل ألبان الإبل، أي نقصانها وجفافها، وقيل شوال لارتفاع درجة الحرارة وإدبارها.
ذو القعدة: قيل إن العرب كانوا يقعدون فيه عن الأسفار، وقيل قعودهم عن القتال لأنه من الأشهر الحرم.
ذو الحجة: هو شهر الحج. وكان العرب قديما يقيمون فيه حجهم إلى الكعبة.
الأيام باللغة العربية
السبت: السبت بالعربية البرهة من الدهر، والسبت هو الراحة، ويقال سبت يسبت سبتا أي استراح وسكن. وقيل إن السبت هو معرب شبت العبرية، وتعني الراحة والسكون وكان يسمى في الجاهلية شبار.
الأحد: بمعنى الواحد، وأول العدد، واليوم الأول من الأسبوع وكان يسمى في الجاهلية أول .
الاثنين: يعني اليوم الثاني من الأسبوع وكان يسمى في الجاهلية أهون ..
الثلاثاء: يعني اليوم الثالث من الأسبوع وكان يسمى في الجاهلية جبار
الأربعاء: يعني اليوم الرابع من الأسبوع وكان يسمى في الجاهلة دبار
الخميس: يعني اليوم الخامس من الأسبوع وكان يسمى في الجاهلية مؤنس
الجمعة: الجمعة من الاجتماع وربما أطلقت الجمعة على الأسبوع بأسره من باب تسمية الكل باسم الجزء وكان يسمى في الجاهلية عروبة

أثر القرآن الكريم في سلوك العرب وغير العرب

الشيخ الدكتور إسماعيل عبد الرحمن

أستاذ أصول الفقه المشارك بجامعتي

الأزهر الشريف والملك سعود بالرياض

الحمد لله الذي نزل القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيرا والصلاة والسلام على من أيده الله عز وجل بالقرآن مبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه الذين اتخذوا القرآن منهجا ودليلا. ما أَحْوَجَنَا اليوم إلى الرجوع إلى القرآن الكريم، لا لِنتلوه، ولا لِنَحْكم به، ولا لِنستمع إليه، ولا لِنتدبره، ولا لِنَحفظه، ولا لِنُبَيِّن وجوه إعجازه ولا لِنَدْرِسَه ونقف على بَعْض أسراره، وإنَّمَا لِجَمِيع ذلك وغَيْرها مِنْ أسرار القرآن وعجائبه التي لا تنقضي.. ففي الحديث الذي يعدِّد بَعْض أنواره وأسراره { فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَنُورُهُ الْمُبِينُ وَالذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، وَهُوَ الَّذِي لاَ تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ، وَلاَ تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسِنَةُ، وَلاَ تَتَشَعَّبُ مَعَهُ الآرَاءُ، وَلاَ يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلاَ يَمَلُّهُ الأَتْقِيَاءُ، وَلاَ يَخْلَقُ بِكَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُه } يُرَاجَع: سُنَن الدارمي 2/526 ومشكاة المصابيح 1/661.

لقدْ وقف المسلِمون الأُول مِنْ سلف هذه الأُمَّة على دُرَر القرآن الكريم ورسالته، فطبعوا طبائعهم وسلوكهم بمنهجه، وتعلَّموا مِنْ مأدبته، وتأدَّبوا بأدبه ؛ ففي الحديث { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ ؛ فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ.. إِنَّ هَذَا حَبْلُ اللَّهِ، وَهُوَ النُّورُ الْمُبِينُ وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ، عُصِمَ مَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَنَجَا مَنِ اتَّبَعَهُ، لاَ يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ، وَلاَ يَزِيغُ فَيُسْتَعْتَبُ،وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُه }. أَخْرَجَه الدارمي 2/525 وابن أبي شيبة 6/125 وعبد الرزاق 3/375. وفي ذلك يقول القرطبي رحمه الله تعالى:" شبّه القرآن بصنيع صنعه الله عزّ وجلّ لِلناس لهم فيه خَيْر ومَنَافع ثُمّ دعاهم إليه، يقول " مأدَبَة " و" مأدُبَة ": فمَنْ قال " مأدُبة " أراد الصنيع يَصنعه الإنسان فيدعو إليه الناس، ومَنْ قال " مأدَبة " فإنّه يذهب به إلى الأدب يَجعله " مفعلةً " مِنَ الأدب ".هـ. تفسير القرطبي 1/6.

ولِذَا فإنّ العرب المسلِمين السابقين في الإسلام أول مَنْ تأدَّبوا بأدب القرآن، وإن استطعتَ أنْ تُعَبِّر بمَنْ رَبَّوْا أنفُسَهم وفْق منهج السماء عِنْدما تَمَسَّكوا بالكتاب والسُّنَّة فسادوا الدنيا وملأوا الأرض نوراً وعدلاً، وعمروها بنشر راية التوحيد وإبادة ظلمات الكفر والشِّرْك والجاهلية والعداوة والبغضاء، فأصبحوا بنعمة الله تعالى موحّدين إخواناً متحابين، أقوالهم وأفعالهم وأخلاقهم متسقة ومستمدة مِنَ الكتاب والسُّنَّة. لقد كان للقرآن الكريم – وما زال وسيظل بإذن الله تعالى إلى قيام الساعة – الأثر الأقوى والأول في تقوية روابط الإيمان بالله عزوجل وترسيخ عقيدة التوحيد والدعوة إلى كل خلق فاضل وكريم والنهي عن رذائل الأخلاق ومساويها , بدا ذلك واضحا عند نزول القرآن بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فأثر التأثير الإيماني والسلوكي في أخلاق العرب وعاداتهم وسلوكهم وعقيدتهم وكذا غير العرب في عصر الإسلام الأول وفي عصوره المتتالية حتى إذا وصلنا إلى عصرنا الحاضر تأكيدا لهذا الدور القرآني حينما يقدم الكثيرون من العلماء والمفكرين والباحثين على اعتناق الإسلام بعد وقوفهم على بعض الإعجازات العلمية للقرآن أو حتى مجرد الوقوف على ترجمة معاني القرآن الكريم. ولذا فإنا سنوجز هذا الأثر في سلوك العرب وغير العرب وغير المسلمين في عصرنا الحاضر فيما يلي:

أولا: أثر القرآن الكريم في سلوك العرب إذا أردنا أن نقف على أثر القرآن الكريم في سلوك العرب فإنا نلحظه على مستويين: مستوى الأفراد ومستوى جماعة العرب. أما تأثير القرآن الكريم في سلوك الأفراد: فإنا نستطيع أنْ نقف على تأثير ووقْع تلاوة أو سماع بَعْض آيات القرآن الكريم على سلوك وعقيدة ومنهج بَعْض الأفراد العرب في أول أمْر الإسلام مِنْ خلال هذه النماذج النموذج الأول: عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان رأساً مِنْ رءوس الكفر يحارب كُلَّ مَنْ أَسْلَم، وعِنْدما عَلِم بإسلام أخته فاطمة وزَوْجِها سعيد بن زَيْد ـ رضي الله عنهما ـ ذهب غاضباً لِلانتقام مِنْهُمَا، ولَمَّـا دخل وجد معهما صحيفةً مِنَ القرآن فيها مِنْ أوَّل سورة طه حتى قوله تعالـى {إِنَّنِى أَنَا اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِى وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِى } سورة طه الآية 14، فأَسْلَم مِنْ فوره وتَغَيَّر سلوكه في كُلّ شئون حياته يُرَاجَع: الطبقات الكبرى 3/268. النموذج الثاني: سَعْد بن معاذ رضي الله عنه الذي كان مُشْرِكاً وعِنْدما عَلِم بقدوم مصعب ابن عمير رضي الله عنه قَبْل الهجرة لِلدعوة إلى الإسلام ذهب إليه ومعه حَرْبَتُه لِمَنْعِه وعِنْدما قرأ عَلَيْه مصعب رضي الله عنه قوله تعالى { حم * وَالْكِتَـبِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَـهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُون } سورة الزخرف الآيات 1 - 3، فأَسْلَم في حِينه رضي الله عنه وأَسْلَم قومُه بإسلامه. يُرَاجَع: حياة الصحابة 1/170, 171 وسيرة ابن هشام 2/52، 53.

وأما تأثير القرآن الكريم في سلوك جماعة العرب: فإنه يُمْكِن الوقوف على الأثر التربوي بمعناه الواسع ـ لِيَشمل التربية الروحية والأخلاقية ـ لِلقرآن الكريم في جماعة العرب الأُول مِنْ خلال شهادة أحد العرب وأشرافهم ـ ألا وهو جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ـ التي ألقاها أمام النجاشي رضي الله عنه عِنْدما كانوا مهاجرين إليه. وفيها يقول رضي الله عنه:" أَيُّهَا الْمَلِكُ.. كُنَّا قَوْماً أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ ؛ نَعْبُدُ الأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ وَنُسِيءُ الْجِوَارَ وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْنَا رَسُولاً مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنَ الْحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَـارِمِ وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنِ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزُّورِ وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ وَقَذْفِ الْمُحْصَنَاتِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ تَعَالَى وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَمَرَنَا بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَام ". يُرَاجَع: البداية والنهاية 4/182، 183.

ومِمَّا تَقَدَّم يَتَّضِح أنّ جعفراً رضي الله عنه حَصَر أهمّ الأخلاق الفاسدة عِنْد العرب في ستّة، وهي: 1- عبادة الأصنام، وأيّ تَدَنِّي لِلعقل حينما يَسجد لِمخلوق دونه أو مِثْله ؟! 2- أكْل الميتة، وفيها مِن المضرّة ما فيها. 3- إتيان الفواحش، وهو مَعْنى واسِع يَشمل كُلّ ما يفحش ويُنْكِره العقل السليم مِن الزنا واللواط وما شاكلهما. 4- قَطْع الأرحام، وهو أحد أسباب تَفَرُّق المجتمع وتَشَتُّته. 5- الإساءة إلى الجار. 6- أكْل القويِّ الضعيفَ، وهو قاعدة الغابة ؛ فلا أمان فيها لِضعيف. كَمَا حصر في المقابل أهمّ الأخلاق التي ربّاهم الإسلام عليها ودعاهم إليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وهي في مجموعها مستمَدَّة مِن الكِتَاب والسُّنَّة، وهذه الأخلاق هي:

1- عبادة الله تعالى وحْده وعدم الإشراك به جَلّ وعَلاَ.

2- صِدْق الحديث وأداء الأمانة.

3- صلة الرحم وحُسْن الجِوَار.

4- الكفّ عن المَحَارم والدِّماء.

5- النهي عن الفواحش وقوْل الزور وأكْل مال اليتيم وقَذْف المحصَنات.

6- إقامة الصلاة وأداء الزكاة والصيام.

ثانيا: أثر القرآن في سلوك غَيْر العرب لقدْ كان القرآن الكريم عظيم الأثر في سلوك غَيْر العرب..

ويكفي دليلاً على ذلك النموذجان التاليان:

النموذج الأول: النجاشي رضي الله عنه الذي كان مَلِكاً لِلحبشة ورأساً مِن رءوس النصرانية، عِنْدما قرأ عَلَيْه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه صدراً مِنْ سورة مريم بَكَى حتى أخضلَتْ لِحْيَته، وبكت أساقفتُه حتى أخضلَتْ لِحاهم حين سمعوا ما تلا عليهم، ثُمّ قال لهم النجاشي رضي الله عنه: إِنَّ هَذَا وَالَّذِي جَاءَ بِهِ عِيسَى عليه السلام لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَة. يُرَاجَع: سيرة ابن هشام 1/349 .

النموذج الثاني: جنوب شَرْق آسيا التي لَمْ تُفْتَحْ بسيف ولا قِتَال ؛ وإنَّمَا دَخَلَهَا الإسلام عَنْ طريق التجار المسلِمين الذين تعاملوا مع تجار هذه البلاد فلمسوا في سلوكهم وأخلاقهم ما يَدفعهم إلى المسارَعة إلى اعتناق هذا الدين الذي يقوم ويعتمد على الكِتَاب والسُّنَّة. يُرَاجَع: حاضر العالَم الإسلامي 1/339 .

ثالثا: الأثر القرآني المعاصر في سلوك غَيْر المسلِمين إنّ أيّ امتداد لِلإسلام في شتّى بقاع المعمورة يُعَدّ امتداداً لِنُورَيِ القرآن والسُّنَّة وتأكيداً على أنّه الكِتَاب الحقّ المُنَزَّل مِنْ حكيم حميد. كَمَا أنّ هذا الامتداد الإسلامي اليوم خاصّةً في دُوَل أوروبا والأمريكيتيْن واستراليا مِنْ أَقْوَى الأدلة على صلاحية هذا الكِتَاب لِكُلّ زمان ومكان وقُدْرَته على مخاطَبة عقول الإنسانية في أَزْهَى عصور تَقَدُّمِهَا. ويكفي أنْ أدلِّل بنموذجين لِغَيْر المسلمين المعاصرين كان القرآن الكريم سبباً في تربية وتهذيب أنفُسهم، وذلك بالعودة بهم إلى رحاب التوحيد والإيمان:

النموذج الأول: مُحَمَّد جون ويستر رئيس البعثة الإسلامية الإنجليزية:

وُلِد مسيحيّاً بروتستانتيّا عام 1930 م، تَحَيَّر في عقائد المسيحية والشيوعية، وعِنْدما كان مقيماً في استراليا طَلَب نسخةً مِنَ القرآن الكريم مِنْ مكتبة سيدني العامة، وما أنْ قرأ المقدمةَ لِلمُتَرْجِم حتّى لَمَس تَعَصُّبَه ضِدّ الإسلام، فأَغْلَق الكِتَاب وتَرَكَه. وبَعْد أسابيع كان في بيرث ـ غربيّ استراليا ـ فبَحَث عَنْ نسخة لِلقرآن شريطةَ أنْ يَكون مُتَرْجِمُهَا مُسْلِماً.. قال: ولا أستطيع أنْ أُعَبِّر في كلمات عَنْ مَدَى تأثُّرِي بِمُجَرَّد تلاوتي لأوَّل سورة الفاتحة بآياتها السبع.. ثُمّ قرأْتُ عَنْ حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقضيتُ بِضْع ساعات في المكتبة، في ذلك اليوم وجدتُ طلبتي وبغيتي، ثُمّ خرجتُ مِن المكتبة لأتناول فنجاناً مِن القهوة، ثُمّ وَقَع بصري على مسجد، فقُلْتُ لِنَفْسِي:" قَدْ عَرَفْت الحقّ، فعليك اتباعه على الفور "، فدخلْتُ المسجدَ وأَسْلَمْتُ. يُرَاجَع: المرجع السابق /125 – 127  .

النموذج الثاني: القس إبراهيم خليل فيلبس ( إبراهيم خليل أحمد ):

ولد في الإسكندرية عام 1919م نشأ نشأة مسيحية ودرس بمعاهد الإرسالية الأمريكية وحصل على دبلوم اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة وعين قسا راعيا بأسيوط ثم رقي إلى قسيس بعشر الإرسالية السويسرية الألمانية بأسوان. يقول عن سبب إسلامه: حقيقة القول: أنني عندما وصلت إلى الآية الكريمة من القرآن الكريم {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }.سورة الأعراف الآية 157. قلت لو نظرت إلى أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جاء ذكره في التوراة والإنجيل فسأبلغها للناس وأشهد للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه خاتم النبيين حقا ويقينا. وعكف على دراسة التوراة والأناجيل من عام 1955م حتى 1959 م حتى أتاه اليقين فأعلن إسلامه وجاهد في سبيل الله وله مؤلفات متداولة منها: محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل والقرآن. المستشرقون والمبشرون في العالم العربي والإسلامي , وغيرهما كثير.

يراجع مناظرة بين الإسلام والنصرانية / 17 , 18 , 219 – 230. وختاما فإن القرآن الكريم والسنة المطهرة فيهما العصمة من الضلال لمن تمسك بهما وتخلق بأخلاقهما وهذا حقهما علينا فلنحرص على تفعيل القرآن في سلوكنا وسائر أفعالنا كما كان سلف هذه الأمة حينما كانوا يبدأون بالعمل بالقرآن قبل حفظه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الشيخ الدكتور اسماعيل عبد الرحمن

أستاذ أصول الفقه المشارك بجامعتي

الأزهر الشريف والملك سعود بالرياض


جميع حقوق الموقع محفوظة
لموسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
www.55a.net

أردنية درست اللاهوت والتبشير ووالدها قسيس لأربع كنائس وانعم الله عليها بنعمة الإسلام

 

صورة لربا قعوار تتوسط أخوتها بعد إسلامها

ربا قعوار أردنية ولدت مسيحية، درست اللاهوت المسيحي، وبدأت بالخدمة في الكنيسة في عمر الثانية عشرة، تقول في إحدى الروايات انها عندما كانت في الصف العاشر، رأت فتاة مسلمة تصلي فركلتها بقدمها ودفعتها وهي ما زالت ساجدة على الأرض.

تقول قعوار أن دراستها المعمقة للإنجيل التي تتحدث عن فطرة الإنسان وعن التوحيد والإيمان بالرسل والإيمان بالكتب، وبالرغم من حذف ونقص كثير من الكلام في الإنجيل جعلتني أتحول من النصرانية إلى الإسلام فعقيدتي التي كنت أبحث عنها في الإنجيل هي نفسها التي وجدتها في الإسلام وهو التوحيد.

إذاعة الحقيقة الدولية" التقت ربا قعوار في برنامج "ابن البلد" وتركناها تتحدث عن نفسها وعن قصتها بالانتقال من المسيحية إلى دين الحق، تقول قعوار:

أنا ربا قعوار والدي قسيس لأربع كنائس موجودة في الزرقاء والزرقاء الجديدة والتطوير الحضري والسلط كنت على الديانة المسيحية ولكن أنعم الله علي بنعمة الإسلام فأصبحت مسلمه في عام 2005 وفي السابق كنت أدرس اللاهوت المسيحي وتاريخ الكتاب المقدس والتبشير وهي كيفية دعوة الناس إلى النصرانية وبعد إسلامي درست إعلام وحصلت على بكالوريوس في الشريعة الإسلامية .

وتضيف قعوار: هنالك عدة أسباب جعلتني ادخل في دين الإسلام منها أولاً دراسة الإنجيل والتي يوجد فيه كثير من الحقائق التي تتحدث عن فطرة الإنسان وعن التوحيد والإيمان بالرسل والإيمان بالكتب، فبالرغم من حذف ونقص كثير من الكلام في الإنجيل إلا أنه يوجد بعض الحقائق الفطرية الواضحة بين السطور وهي التي جعلتني أتحول من النصرانية إلى الإسلام فعقيدتي التي كنت أبحث عنها في الإنجيل هي نفسها التي وجدتها في الإسلام وهي التوحيد .

أولا قراءة القرآن فبعد قراءتي للإنجيل بالتفصيل وجدت المسيح نفسه يوحد الله "وهذه هي الحياة الأبدية بأن الإله الواحد" وهذه العبارة وغيرها موجودة في القرآن الكريم كما انه يوجد في القرآن بيان هوية المسيح عليه السلام كما في سورة المائدة عند قوله تعالى " "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ" " مائدة آية 82.

ثانيا كان في داخلي صراع الهوية وذلك بأنني أردنية و عربية حيث كان المسيحيون يقولون أننا الأقلية ولا يوجد لنا حقوق كما للمسلمين وهذا الكلام أوجد عندي شعور بالنقص حتى في أمريكا كانوا يعتبروننا أقليه مع أنهم مسيحيين وذلك لأني عربية فكان لا بد من تحديد هويتي كما أن هذا الشعور بدأ وأنا في الصف العاشر

وحول تساؤلات البعض حول اسلامها في أمريكا وليس في بلد عربي؟ تقول قعوار: كنت أعيش في أمريكا مع العرب وهم مسلمون فسلوكياتهم كانت تتناغم وحضارتي العربية بشكل يرسم معالم هويتي بالشكل الصحيح لذا يجب أن ننظر إلى الجانب الإيجابي أكثر من الجانب السلبي للعرب ، مع العلم بأن الجانب الإيجابي هو الأكثر في حياة المسلمين وهو تعبير عما في القرآن والسنة وهما المصدر الأساسي فكان لا بد من الرجوع إليهما عندها أصبحت مسلمة وتعلمت تعاليم الإسلام من مصادرها الأصلية فالمصدر هو الوحيد الذي يعتبر كامل لا خطأ فيه ولا نقص كما أنه يجيب عن جميع الأسئلة والمشاكل والصراعات التي تخطر على البال كما أنه يمكن القول بأن الله عز وجل جعلني أنتقل من حضارة إلى حضارة أخرى لأشاهد الحضارات والعادات والتقليد التي ربما تغلق على الإنسان أبواب النظر والتفكر وكذلك الخروج من الحمايل والقبائل والعشائر قد تساعد على التعرف والتوسع في البحث وعدم التقييد.

وتؤكد قعوار أن هذا لا يعني التخلي عن هويتي الشخصية فأنا مازلت بنت القعوار وأفتخر بأبي وأمي ولكن هذه حريتي الشخصية فيما أختار وهنالك علاقة أفضل من السابق مع أهلي رغم وجود حساسية في كثير من الجوانب وهنالك باب مفتوح للحوار والنقاش مع عائلتي.

وحول الفرق بين ربا المسلمة وربا المسيحية تقول قعوار: يوجد هنالك فرق كبير وواضح بين ربا في المسيحية وربا المسلمة فربا المسلمة تخلصت من العنصرية التي كان يبثها الاتجاه المسيحي نحو المسلمين وعندها أصبحت أتقبل جميع الناس على اختلاف الأطياف وذلك من خلال القيم والأخلاق الإسلامية مما زاد من قوة ربا القعوار تمسك بالإسلام.

وعن الصعوبات التي واجهتها بسبب انتقالها من المسيحية إلى الإسلام قالت قعوار: خفت الصعوبات والمشاكل التي كنت أوجها من غير المسلمين ولكن ما زال يقال لي هذه ربا المسلمة التي كانت نصرانية مما يجعلوني أشعر بأني مختلفة عن المسلمين حتى في التعامل عند طلب الوظيفة أجدهم ينظرون لي على أني شيء غريب لا ينظرون إلى كفاءتي وقدرتي على الإنجاز مع وجود كثير من الخبرات في سيرتي كما أنه يعتقد البعض أني دخلت في الإسلام بهدف حبي لشخص ما أو لطلب الشهرة مع أنني دخلت الإسلام بقناعتي وتفكر ونظر.

وحول الحركات التبشيرية التي تنشط بين المسلمين، قالت قعوار: تستخدم الحركات التبشيرية الكثير من السياسات بالإضافة كونهم أصحاب كنيسة إلا أنه عندهم أهداف سياسية فهنالك كثير من الشركات والمؤسسات التي تدخل بأسماء مستعارة كحقوق الإنسان أو الطفل ويكون الهدف منها التبشير ويكون معهم محفزات تساعد على التبشير منها السفر إلى الخارج أو علاقات حب وغرام أو إعطائهم أموال وهي إغراءات مادية ، كما انه قد يكون هنالك عمل إرهابي أو عنف يؤدي بالشخص ردة فعل فينجر إلى الدخول في النصرانية وعندها تقوم التبشيرية باحتضانه ويعاملونه بالحب المصطنع والمزيف.

وأضافت أن الحركات التبشيرية تنشط أثناء الحروب والأحداث العاصفة كما في العراق وفلسطين وبعد هجمات 11 سبتمبر.

لذا يجب التعامل مع النصرانية في الوطن العربي بصورة الإسلام الحقيقة والصحيحة وليس كما في الحملات التبشيرية فنحن نعيش في قرية واحدة يجب أن نحترم بعضنا البعض وننبذ العنصرية فالتبشيرية تعزز العنصرية.

في فترة إسلامي كثير طلب مني الذهاب إلى المراكز الإسلامية لدعوة فيها وإعطاء محاضرات فيها فكنت أتحدث عن التوحيد أولاً ثم سلامة الفطرة والعقيدة كما أني أحاول الدعوة إلى الله وأسال الله أن تكون قصة إسلامي دعوة وهداية لكثير من الناس كما أنني أحاول تعزيز السلم والسلام بين المسلم والمسيحي كما أن دوري يتمثل ببيان الحقائق لغير المسلم ولا أجبر أحد على الإسلام.

وحول علاقاتها الاجتماعية بعد إسلامها قالت قعوار: بالنسبة لصديقاتي المسلمات الذين تعرفت عليهم في المدرسة زادت العلاقة بهم أما صديقاتي النصرانيات فقد تم وضع جدار وحاجز بيني وبينهم في بداية إسلامي وذلك لتعرضي لمضايقات وإيذاء ورسائل شتم وتجريح لكن بعد دراسة الشريعة الإسلامية فتحت باب الحوار والنقاش والإجابة على الأسئلة التي لم أستطع من قبل الإجابة عنها مما أدى في النهاية أن هنالك من صديقاتي من استمرت بالصداقة ومنهم من ابتعدت عني لذا صديقاتي اللواتي ما زالت العلاقة مستمرة معهم اعتبرهم فعلاً صديقاتي الحقيقيات فعندهم انفتاح في التعامل والانفتاح الذهني فقد أسلم منهم الكثير وسبب في ذلك أنهم يبحثون عن الحقيقة كما كنت أنا أبحث عنها دون وجود عامل الإكراه فلا إكراه في الدين كما أنهم من خلال البحث والدراسة تبين لهم أن الإسلام هو الدين الحق.

المصدر : الحقيقة الدولية - عمان 21.2.2010

http://www.factjo.com/fullNews.aspx?id=14490

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

روابط ذات صلة:

كيف أصبحت رُبى قعوار مسلمة؟

لمزيد من الإطلاع يمكن زيارة موقع ربا قعوار:

http://www.rubaqewar.com/islam/about.html

يمكن التواصل معها على الإيميل التالي:

ruba_qewar@yahoo.com


جميع حقوق الموقع محفوظة
لموسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
www.55a.net

برنامج الرسام

 

من البرامج الصغيرة جدا والمهمة والتي لايعرفها الكثيرون فقط يعرفها الصغار لكي

يلعبوا فقط بالألوان ويتسلون. ولكن يجهل الكثيرون أهمية هذا البرنامج الملحق ضمن

أي ويندوز أهميته وسرعته وخصوصا إذا كنت من لاتهتم بكثرة البرامج لديك أو لاتحب

التعقيد لصعوبة تعلم البرامج وكثرتها وتحب التبسيط والتسهيل.

اذا كنتم ممن يعرفون هذه المهارات فأعطوا الفرصة للآخرين لمعرفتها فبحر

المعرفة ليس له حدود انت تعرف معلومة والأخر لايعرفها.
اسم البرنامج

PAINT

أين يوجد برنامج الرسام

من قائمة
Start
Programes
Accessories
وإذا لم تجده لديك يمكنك تحميله من هنا.

ولكن ما هي المهارات المخفية في برنامج الرسام

1- إضافة صورة لبرنامج وقطع جزء منها

واستخدامها في صورة أخري.

file - open نختار الصورة ثم من لوحة الأدوات هناك أداتين الاولي

وهي اداة القطع المتساوي Selectوالاخري
Free Form Select أداة القطع الغير متساوي.

2- الكتابة على الصورة

عند الضغط على حرف A من لوحة أدوات الرسم يظهر خياران اسفلهما.

وهما نوعان من الكتابة كتابة مع اضافة تعليق ابيض ( الصندوق الاخضر والاحمر الاول)
يظهره البرنامج اما الثاني الكتابة على طول مباشرة فقط ( الصندوق الاخضر والاحمرالثاني) .
اذن علينا تحديد أحد الخياران من الكتابة ثم نضغط على
أداة الكتابة A ثم نضغط بالزر الأيسر ونحدد حجم مساحة الكلام المراد كتابته.
بعد الكتابة أقف عليه سوف تظهر شريط تول بارتعديل الكتابة
اذا لم يظهر من قائمة view ثم text toolbar

وهناك 6 خيارات للتعديل على الكتابة .
وقبلها لاتنسي تحديد اللون من لوحة الالوان الاسفل.
لتحريك الكتابة بعد ذلك من مكانها لمكان أخر عليك الضغط على
أدة select ثم الضغط على الزر الايسر للماوس ثم
التأشير حول الكتابة لعمل تحديد حول النص ثم بعد
ذلك يتحول المؤشر لعلامة + ثم أضغط و أسحب.

3- عمل أسهم للشروح على الصورة متنوعة.

أما بالخطوط مستقيمة أو ملتوية
إضافة خط غير متساوي ليصل لمكان معين أو اضافة خط متساوي
عامودي يصل للمكان المراد مباشرة مثل المكان بين صورة وتعليق.

4- اضافة اشكال للتعليق على الصورة

وهم 4 أدوات في لوحة الادوات ولهم 3 خيارات
أسفلهم يجب تحديد أحدهما الأولي لعمل إطار
للكتابة فقط الثانية إضافة إطار وتعليق
والثالثة اضافة تعليق بدون إطار.

5- تصوير اي شيء يظهر علي سطح المكتب

وذلك بالضغط على زر print screen ثم التوجة لبرنامج الرسم ومن edit نختار paste .
اما اذا كان لديك عدة نوافذ مفتوحة وتريد تصوير نافذة مفتوحة

معينة فعليك قبل الضغط على زر print screen الضغط اولا على زر alt .

6 – الربط بين برامج الاوفيس أو النوت باد والرسام

عن طريق أن تحدد مجموعة سطور بعد تنسيقهم بالالوان

وخلافه وتريد ان تحولهم الي صورة عليك التأشير عليهم

ثم copy واذهب الي edit ثم paste ثم احفظهم كصورة.

7- عمل صورة متحركة بدون اي برامج

وتستخدم في الشروحات وذلك بادخالها على برنامج الراسم

وعمل عليها اي تعديلات سواء الكتابة عليها أوقطع جزء منها

أو تصغيرها ثم حفظها ومن ثم يمكنك التعديل مرة اخري عليها

ثم الحفظ مرة اخري وهكذا الي أن تتكون عدة صور لديك في

الاخير لو ادخلتها في برنامج الموفي ميكر يمكنك عمل فيديو

وبحجم صغير جدا.

أو بأصغر برنامج في العالم برنامج

Unfreez يمكنك ادخالهم فيه

وعمل صورة متحركة بهذه الصور .

وهذا شرح له مبسط

عليك بتجميع الصور وكل صورة يجب حفظها بالامتداد gif ثم

اسحب بالماوسكل الصورعلى البرنامج وهناك خياران الاول

Loop Animation معناها ان الصور سوف تتحرك الي الابد

اما الخيار الثاني Frame Delay يحدد الفترة الزمنيّة بين كل

صورة وأخرى .وفي الاخير اضغط على زر Make

Animation GIF لحفظ مجموعةالصور الخاصة لك في صورة

متحركة واحدة. ويشترط ان تكونالصور احجامها حجم واحد حتي

يطلع العمل الاخير بصورة جميلة متناسقة.

8- قلب الصورة على شكل عمودي او افقي أو أي زاوية تحددها.

عن طريق image ثم Flip/rotate

9 - للتحكم في زيادة حجم الصورة .

عن طريق image ثم stretch /skew
ثم كتابة نسبة المئوية اما للعرض Horizontal
او الارتفاع Vertical للصورة أي
تصغير أو تكبير أي صورة للنصف أو الضعف.

10- تمديد الصورة.

عن طريق image ثم stretch /skew
وكتابة النسبة للمئوية لدرجة التمديد
اما للعرض Horizontal او الارتفاع Vertical للصورة.

11- عكس الالوان.

وذلك من خلال Image ثم Invert color
وهي تستخدم اذا كان عندك صورة نيجاتف كما تسمي عفريته بالعاميه وتريد أن تري الصورة بدون نيجاتف .
وهذا مثال على ذلك صورة نيجاتف .

بعد اظهارها بالرسام وذلك من خلال image ثم invert color.

12- أخر خاصية وهي يمكنك الدخول على الانترنت

اذا تعطل لك برنامج الاكسبلور أو أي مشكلة في الجهاز وذلك عن طريق الدخول
على قائمة help ثم help topics ثم يظهر نافذة المساعدة
ومن اعلي النافذة اضغط بالماوس بالزر الايمن يظهر قائمة اختر منها
..JumP to Url ثم يظهر شباك صغير اكتب في الخانة الفارغة عنوان
موقع الانترنت وليكن www.google.com ولاتنسي كتابة http:// قبلها واضغط enter.

13- طريقة ادخال الصورة والتحكم فيها وتحريكها بالبرنامج.

14- عمل أيقونة بدون برامج

يمكنك أن تنشأ أيقونة عبر برنامج الرسام عن طريق صنع صورة بمقياس 32×32بكسل أو 24×24 بكسل و 16×16 بكسل .

أو ادخل صورة حجمها صغير للبرنامج ثم احفظها ببرنامج الرسام مرة اخري ولكن بصيغة bit bitmap 24 ثم بعد ذلك غير امتداد الصورة بالطرق المعروفة عن طريق اظهار امتداد الملفاتمن خلال خصائص المجلد أو عن طريق الوينرر افتحه وابحث عن مكان الصورة الي الامتداد ico.

15 - حركة جميلة اخري
يمكنك سحب الأشكال أو الصور التي ترسمها
أرسم دائرة واجعل لون الاطار مختلف عن لون الدائرة من الداخل.

اختر اداة التحديد من مربع الادوات ثم ارسم اطار حول الدائرة ليصبح داخلها مربع رباعي الاسهم سميك في هذه الحالة اضغط على مفتاح SHIFT واصل الضغط المفتاح والماوس معا اسحب الدائرة إلي الاتجاه المعاكس أما سريعاً أو بطيئاً.

ملحوظة هامة: إذا لم يعمل معك مفتاح PRINT???

جرب مفتاح ctrl او alt مع Print Screen

أو

run - start - اكتب osk سوف تطلع لك لوحة مفتايح مثل اللي عندك عليك الضغط على زر Psc

16- تحويل صورة bmp الي ملف ini ثم العكس

إذا كان لديك ملف بصيغة الامتداد ini مثل هذا

وكان أصله صورة الامتداد bmp مثل هذا

كيف يمكن تحويله الي أصله مثل الصورة ؟

لعمل ذلك تفتح الصورة شرط امتدادها bmp بالرسام ثم حفظ الصورة مرة اخري بالامتداد ini ماذا تلاحظ ؟

الان يمكنك إرسال هذه الايقونة لاي شخص . ولكن عليك بإعلامه بانها تفتح بواسطة الزر الايمن ثم اختر برنامج الرسام ثم يعاد حفظها بالطريقة العادية فتتحول الي صورة أصلية.

تعلم الرش بالألوان

جهد وشرح العضو  sfee منتديات المشاغب